الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
مدينة الأمل

بواسطة azzaman

مدينة الأمل

ثامر مراد

 

في زاوية من زوايا هذا العالم، حيث يضجّ الحزن بأصدائه، تنبعث مدينة الأمل كحلمٍ يداعب خيالي، كأغنية قديمة لم تزل تعيش في ذاكرة الزمن، كضوءٍ خافت في نهاية نفقٍ طويل. كم تاقت نفسي لرؤية الأمان، كم حلمتُ بشوارعها التي لا تعرف الخوف، وأزقتها التي تفيض دفئًا، وأبوابها التي لا تُغلق في وجه المارين، كأنها أمٌّ حنون تحتضن أبناءها دون تمييز. لكنني، رغم شوقي وحنيني، أبقى وحيدًا في مكاني، أحمل معي حروفي وألواني، أكتب وأرسم وأحلم، كأنني أنحتُ مدينةً من خيال، مدينةً لا تحدّها الخرائط، ولا تعرف الجدران. في عالمي المليء بالأحزان، يصبح الخيال ملجئي، والألحان موطني، والأمل سبيلي لمقاومة الانكسار. أجلس عند نافذتي المطلة على الفراغ، أراقب الغيوم وهي ترحل بعيدًا، كأحلامٍ وئدت قبل أن تولد. في عينيّ بقايا لهفة، وفي قلبي رجاءٌ بأن يأتي يومٌ تتحقق فيه الأحلام، يومٌ أجد فيه مدينتي، ليس على الورق، وليس في الألحان، بل في الواقع، نابضةً بالحياة كما رسمتها في خيالي. أيتها المدينة البعيدة القريبة، يا وطنًا لم أزره بعد، لكنني أحمله في داخلي، يا حلمًا يسكنني ولا أفارقه، متى يأتي اليوم الذي أراك فيه حقيقة؟ متى أتنفس هواءك النقي، وأمشي في دروبك المزينة بالنور؟

متى أنعم بطمأنينة كنتُ أظنها مستحيلة؟ لكن حتى ذلك الحين، سأبقى هنا، في عالمي، أرسمك وأعيد تشكيلك، مرةً بالحروف، ومرةً بالألوان، ومرةً بالنغمات التي تسكن وجداني. سأبقى هنا، أعيش بك، وأحيا من أجلك، وأحمل أملي إليك، حتى وإن كنتُ لا أراك إلا في الأحلام.

 

 

 

 

 

 


مشاهدات 253
الكاتب ثامر مراد
أضيف 2025/03/11 - 1:32 PM
آخر تحديث 2025/03/16 - 12:38 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 267 الشهر 8128 الكلي 10569077
الوقت الآن
الأحد 2025/3/16 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير