الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
  الوقوفُ على أطلال خولة

بواسطة azzaman

  الوقوفُ على أطلال خولة

عبد الجبار الجبوري

 

وقفتُ...

 على طَلَلِ الحبيبِ حين وقفتُ...

كان الليلُ يمتدُّ دوني...

وإمرأةٌ...

 تعاقرُ الخمرةَ في بهو السّنى...

والزمانُ...

 أغنيةٌ يرددُّها الرُّعاةْ...

كانتْ...

إمرأتي نائمةٌ على الثّرى..

وقصيدتي عاقر...

وقد بلغَ الحرفُ من الكِبرِ عَتيّا...

لستُ بشاعر...

لكنَّ نجمةَ الضُّحى...

تنامُ على سريرٍ غزلته من ورق النسيانْ...،

                                                     وخبأتني...

كنتُ..

كلما أريد ان ارسم قبلة...

تذكرّتُ...

شفاهاً يقتُلها العَطَش..

تموتُ...

 فوق رمل الكلام...

ولاتأكلُ من جرف مواجعها...

وقفتُ على طللٍ...

كانت عيون الناس ترقبني..

وكان وجه الله يحرس دمعة سالت على خد النبي...

وكنتُ أمسكُ...،

        الهلالَ الذي يهذي في كبد السماء...

وكنتُ أهذي..

توقفتْ...

 راحلتي عند شاهدة ليلها...

وكانَ الموتُ صديقي...

كانتْ هي..

ترافق الليلَ في مسرى سهيل...

تعدُّ..

النجومَ نجمةً فنجمةْ...

وكنتُ...

 أنتظرُ ألرحيلْ...

يوماً...

وقفتُ...

 على بابها....

 أنتظر القمرَ الطالعَ بين النهدينْ...

والكحلَ الغارقَ في العينينْ..

والوجهَ السابحَ بالنور القُدسيّ وبالنهرين...

فإنشقتْ...

 بيَ الارضُ، وإنخسفَ القمرْ...

صاحتْ...

 بيَ الارضُ قِفْ....

 وقفتْ...

ربتت على كتف قصيدتي وراحتْ...

كانت..

كلُّ وحوشِ الأرضِ تطاردني وحْدي..

وأنا..

اركض خلف تلك الغيوم..

أنتظر المطرْ...

ولا مطرَ على شفاه الليل..

فتمسحُ الريّحُ دمعتهُ...

 ويمضي..

يلزُّ بشسعِ نعْلهِ الريّحْ..

تحمّحمُ خيلُ الوقتِ في أسفل النهار..

وتعوي كلاب الديرة كلها...

خلفي...

وأسرجُ فوق شمس الضحى أحلى خساراتي...

أغني لفيروز...

-((بتطل بيوقع منّي الكاس، وحدي اللي بشوفك من هالناس)...

وحدي امسح آثاماً زرعتها الرّيح بذاكرتي..

وأقولُ..

((خلّوني أحبّو.. على هواي، وأشوف في قرّبو سعدي وشقايا...))..

مَن لي الآن..

يعيد لتلك الربى..

أياماً خذلتها الايام...

وشموساً...

 تشرق في أعماق الروح ولاتنام...

تنقشُ..

فوق شفاهٍ غادرها العطش..

قُبلاً...

كي...

تخضرَّ بساتينُ أُنوثتِها بالوردِ وبالريحانْ...

يا.....

 همسَ قصائدي..

ويا وجع الحرف المحبوس بسجن هواها..

قُمْ...

 نحترق الآنَ....

 ونغرقُ في العشقِ..،

                           بلا ماء..

يحرسُنا الليلُ...

وتفرّقنا الساعاتْ...

ها انا..

ألبسُ أقمصةَ النسيانْ.

كي انسى...

وجعَ النسيانْ..

أعترف الآن أمامك يا ملهمةَ الشِّعر..

ويا ضوءَ...

 نهاري الغارقُ في النسيانْ.. 

أنكِ...

رائحةُ أيامي،وعطرُ ليلِها، في ظلامها الدّامي.. 

وأنكِ..

سماءُ روحي..

ومعنى كلامي....

الموصل..

كافيه اسطنبول..

٤/٣/٢٠٢٥

 


مشاهدات 108
الكاتب عبد الجبار الجبوري
أضيف 2025/03/12 - 3:29 PM
آخر تحديث 2025/03/13 - 7:51 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 192 الشهر 6560 الكلي 10567509
الوقت الآن
الخميس 2025/3/13 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير