المرأة نصف المجتمع وكل الأمل

عايدة ابراهيم

هذا اليوم ، لا يكفي أن نحتفل بالمرأة بالكلمات فقط ، بل علينا أن نلتزم جميعًا ، حكومات ومجتمعات وأفرادًا ، بتحقيق واقع أكثر إنصافًا لها. فتمكين المرأة لا يعني منحها امتيازات إضافية ، بل يعني إزالة العوائق التي تقف أمام طموحها، ومنحها الفرصة لتُبدع وتبني وتساهم في نهضة مجتمعها دون قيود أو تمييز .إن المرأة التي تواجه تحدياتها اليومية بشجاعة ، تستحق أن تجد دعمًا حقيقيًا ، سواء في قوانين تحميها ، أو في فرص عمل وتعليم تفتح لها آفاقًا جديدة ، أو في بيئة تُقدّر جهودها وتؤمن بقدراتها ، فالاستثمار في المرأة هو استثمار في المستقبل، في اقتصاد أقوى، وفي مجتمعات أكثر استقرارًا وازدهارًا.وفي هذا السياق ، لا يمكننا أن ننسى النساء اللواتي يواجهن أصعب الظروف ، في مناطق النزاعات ، اللاجئات ، العاملات في المهن الصعبة ، والأمهات اللواتي يحملن أعباءً مضاعفة ، هؤلاء النساء هن أبطال حقيقيات ، ونضالهن اليومي هو أعظم دليل على قوة المرأة وصمودها .إن يوم المرأة العالمي ليس مجرد مناسبة عابرة ، بل هو تذكير سنوي بأن النضال من أجل حقوق المرأة هو نضال مستمر ، وأن تحقيق العدالة الاجتماعية هو مسؤولية جماعية ، فحين نحلم بمجتمع متقدم ومتطور ، علينا أن ندرك أن هذا الحلم لا يمكن أن يتحقق دون أن تكون المرأة شريكًا أساسيًا فيه .ولنجعل هذا اليوم ليس فقط احتفالًا ، بل نقطة انطلاق جديدة نحو مستقبل تُنصف فيه المرأة بكل جوانب حياتها ، وتجد فيه كل فتاة طريقًا مفتوحًا نحو أحلامها، دون خوف أو تردد .

كل عام والمرأة أقوى، كل عام والمجتمع أكثر وعيًا بقدرتها ، وكل عام ونحن نقترب أكثر من عالم تتساوى فيه الفرص ، وتُحتَرم فيه الأحلام، وتُصنع فيه الإنجازات بأيدي الجميع، دون استثناء .

 خبير قانوني