مخاطر اللسان والقلم
عبدالهادي البابي
كثير من الناس يتكلمون بدون أن يفكروا ،أما العاقل فأنه يفكر في نتائج كلامه قبل أن ينطق الكلمة وقبل أن يكتبها ويطلقها على صفحات الجرائد ووسائل الإعلام ، فإذا رأى نتائجها خيرة ألقاها ، وإذا رأى أن الكلمة يمكن أن تربك حياة الناس ، وتخلق الفتنة بين الناس ، وتؤدي إلى دمار المجتمع ، عند ذلك يقول للسانه ولقلمه: أمسك نفسك...وهذا هو الفرق بين من يطلق الكلمات دون تمحيص ودون أن يمررها بفلتر العقل ، وبين الذي يتناول كلمته ويقلبها على ألف وجهٍ ووجه قبل أن يطلقها بإتجاه الآخرين !!
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : [ وهل يكب الناس على وجوههم في النار إلاّ حصائد ألسنتهم ] ..أي أن أكثر أهل النار هم من الذين أطلقوا العنان لألسنتهم وأقلامهم يخبطون بالناس خبط عشواء من دون تعقل أو تدبر أو تفكر، لكن الجو الذي يريدنا الإسلام أن نعيشه هو أن تكون الكلمة عندنا مسؤولة نفكر في خلفياتها ، على أي أساس نتكلم ، وعلى أي أساس نكتب ، لأن الله مطلع على خفايا نفوسنا ، فهل نريد بهذه الكلمةخيراً ، أم نريد بها شراً ، فبعض كلمات الخير قد يراد بها الشر ، وبعض كلمات الحق قد يراد بها الباطل،ثم ندرس نتائجها في الواقع الإجتماعي الذي ننتمي إليه ، وفي الواقع السياسي الذي نعيش فيه ..