روائع لمشاهدات- سلسلة مقالات عالمة
رحيم الشاهر
قال تعالى : "فيها كُتُبٌ قيمة"(البينة: 3)
* كُلّ الأبواب تُفتح ُأمامَ الكلامِ اللطيف( مثل شهير)
"الكلامُ في وثاقِكَ مالم تتكلمْ به، فإن تكلمتَ به صرتَ أنتَ في وثاقِه" ( حكمةٌ للإمام علي ع)
(عجبا لزمنٍ شُبُهاتُه تستعبدِ العُقلاء!) (مخطوطة معجزات الكلام – مقولات رحيم الشاهر)
انساق لي هذا المقال بسؤاله الآتي: هل يعول على عدد المشاهدات ، على انه معيار للمفاضلة بين النصوص، ام ان للنقد الأدبي رأيا آخر مختلفا تماما في صياغة معادلة اعلامية يعول عليها في الكشف بين الزائف والحقيقي؟
ج/ سُئلَ خلف الأحمر: "انك لاتزال ترد الشيء من الشعر وتقولُ عنه رديء والناسُ يستحسنونه، فقال: إذا قال لك الصيرفي هذا الدرهم زائف ، فليس بنافعك قولُ غيره انه جيد" وهو يقصد بذلك ان هنالك معيارين لكشف الحقيقة: معيارا ظاهرا، ومعيارا باطنا ، وسأل المعتصم أبا إسحاق الموصلي:" اخبرني عن النغم وبينها لي،فقال: إن من الأشياء أشياء تحيط بها المعرفة ولا تؤديها الصفة"،ويقول أبو اسحاق الموصلي "سألني محمد الأمين عن شعرين متقاربين ، وقال اختر احدهما فاخترتْ، فقال :من أين فضّلتَ هذا على هذا وهما متقاربان؟، فقلت :لو تفاوتا لأمكنني التبيين ، ولكنهما تقاربا ففاضلتُ بينهما بشيء تشهد به الطبيعة ، ولا يعبر عنه اللسان "، وقال أبو عمرو بن العلاء:" العلماء بالشعر أندر من الكبريت الأحمر" ، وقال الأصمعي " فرسان الشعر اقل من فرسان الحرب" ، وقال المتنبي:
فما انتفاعُ أخي الدنيا بناظره |
|
إذا استوتْ عندهُ الأنوارُ والظُلَمُ |
وقال طرفة بن العبد:
ستبدي لك الأيام ماكنتَ جاهلا |
|
ويأتيكَ بالأخبار من لم تزودِ |
وهو نفس معنى قوله تعالى: " ولتعلمُن نبأه بعد حين"(ص-88-) أي ان بعضا من معرفة الحقيقة يظل مؤجلا، حيثُ للزمن صولاته وجولاته في معرفة الحقيقة ،وقالَ تعالى : "افتمارونه على مايرى" النجم:12
ان زيادة عدد المشاهدات ، او نقصانها لايدل على نجاح الكاتب ، او الشاعر، او فشله في استخدام ما اسميه علم نفس المتلقي، استخداما ناجحا ، او فاشلا في ثنايا نصه المعروض، فالفوضى وانعدام الذوق كفيلان باهران في تصعيد السلم ، او خفضه، بإمكانهما أن يحققا أكبر عدد من المشاهدات ، وهذا فخ ، وبإمكانهما ان يحققا أقل قدر من المشاهدات ، وهذا فخ ايضا ، والتنظيم والذوق بإمكانه ان يحقق أقل قدر من المشاهدات ، وهذا فخٌ ايضا ، وقد يحقق الكاتب ، او الشاعر أكبر عدد من المشاهدات ، وهو صائب فيما حققه ، وقد يحقق أقل عدد من المشاهدات ، وهو صائبٌ ايضا فيما حققه قلمه، وهنالك أدوات تتحكم بهذا السلم ، فقد يزورك المشاهد متأثرا بالموجة ، او الاسم ، وقد يزورك ، والمقصود فتنة القصيدة ، او المقال الباهرين !، وقد يزورك والمقصود اسمك المقرون بنص سابق ، وهو يحسب لك ، (اجتهدتُ في إيضاحه ، أو لم اجتهدْ) ، فأنت لاتدري مالذي حدث خلف الواجهة ، وبأي مزاج وأي ذائقة كان القارئ مدفوعا 00 ان استخدام معادلة المعدل الوسط ، بين العنوان واسم الكاتب، وروح النص ومزاج القارئ ، وطريقة تلقيه وتفكيره00 الخ هو من يوصلك الى حقيقة عدد المشاهدات الخصب ، أي انك أمام عدد (1000)مشاهدة افتراضا ، فهذا يمكن ان يتناقص او يزداد تبعا لما قاله خلف الاحمر :00 اذا قال لك الصيرفي هذا الدرهم زائف ، فليس بنافعك قول غيره انه جيد ودعني ألوّحُ لك بفكرة أخرى ، تخرجنا من هذا المخاض الهلامي، قال دعبل:
ولستُ ارجو انتصافا منك ماذرفتْ |
|
عيني دُموعا ، وأنت الخصمُ والحكمُ |
وقال المتنبي:
يااعدل الناس إلاّ في معاملتي |
|
فيك الخصام وأنت الخصمُ والحكمُ |
ماذا يتبادر إلى ذهنك من اختياري لهذين الشاهدين ؟ في هذين الشاهدين اربعة قرائن نقدية ، إذا جاءك الناقد بواحدة فهو العبقري ، أما كلها فهذا يعني انه جاوز الدائرة المنصوص عليها ولا شهادة تقديرية له سوى ان تُسرق فكرته ، أو يتهم انه سارق ، ودعني اختصر: الشواهد الخفيه لهذين البيتين : هي الحكمة – القضاء – الإبداع – السرقة ( وهو موضوع فضفاض) وشاهد لسان حال مقالنا مشاهدات دعبل الكمية أضعاف مشاهدات المتنبي النوعية ، ومشاهدات المتنبي النوعية أضعاف مشاهدات دعبل الكمية ، فمن اين يسحرك الجمال؟هل تعلم إن (البرت اينشتاين) كان يتهم بالغباء من اقرب المقربين إليه؟! ، أي أن عدد مشاهداته (صفر)00لو صادفك مرة متحدثٌ لبقٌ يحفظ من هنا وهناك ، ويجيب عن هذا السؤال او ذاك مصادفة او إنشاء، لألقى في روعك انه يعرف كل شيء ، ولو صادفك ذكي لوذعي ، ولكن خانته الذاكرة في هذا الموقف أو ذاك لألقى في روعك ماهو ابعد من تلك البلادة 00 وهكذا تعرف كيف اتهم الشجعان أنهم جبنوا ، وكيف حسمت معركة ما لصالح جبان خدمته كثرة ، او غدر00 إن المعلقة صورهم على جبين التاريخ لايحتاجون إلى عدد المشاهدات ،فلا تبتئس كل الأعداد لك من الواحد إلى المليار00فالشمس كل العيون لها ، وكلُّ المشاهدات لها ، لكنها لاتحتفظ لنفسها بمشاهدة واحدة ، وهي ( أم ذكاءْ) وأم الضياءْ)!
"قد بينا الآياتِ لقومٍ يوقنون"بقرة :118
بقلم- رحيم الشاهر
6/5/ 2025م
* كل مكونات هذا المقال، وأفكاره ومصطلحاته لغريم واحد هو رحيم الشاهر ، فلا تبخسوا الناس أشياءهم
قال تعالى:"وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا"- الإسراء- 53
قالَ تعالى:(بلسانٍ عربيٍ مبينْ)/ الشعراء :195
قال المتنبي:
أمُنسِيَ السكونَ وحضرموتا |
|
ووالدتي وكندةَ والسُبيعا |
في سلسلة([1]) : مقالات لكنها (قوافي )!
بقلم – رحيم الشاهر- عضو اتحاد أدباء ادباء([2]) المهجر
(إذا أدركتَ أن كل الأبواب أغلقتْ بوجهك ،الا أبواب الأعداء،فاعلم أن الدنيا اقبل مُقبلها ، وأدبر مدبرها ، ولوحت بالمهانة (مقولة للكاتب رحيم الشاهر)
من فضل ربي مااقولُ وأكتبُ** وبفضل ربي للعجائبِ أُندَبُ!( بيت الشاهر)
مقالتي حمالة النثر القديم ، ورافعة النثر الجديد(مقولة الشاهر)
([1]) السلسلة منهجيتي للوصول الى الكتابة الذهبية
([2]) تكرار لفظة الادباء ، معيار يبحث عن العقلاء