باريس تستقبل الملك الفرعوني

عكاب سالم الطاهر

حين كنا ( الصديق گاني  ياسين آل جواد ..و.. أنا ) ، في المتحف القومي المصري ،

وبالذات في قاعة المومياءات ، في إحدى زياراتنا للقاهرة ،عاد بي الذهن الى سفرة قمت بها الى تدمر السورية ، والى متحفها الذي ضم العديد من المومياءات . والى ما كتبته عنها.

( في سفرة تدمر كنت مع الصحفي الصديق زيد الحلي ، مشاركين في مهرجان طريق الحرير ).

وقد جاء في كتابتي تلك :من دير الزور إلى الرقة وضريح عمار بن ياسر من بعد ظهر يوم (22/ 3/ 2008)، كان الباص السياحي (والسوريون يسمونه (البولمان)، يغادر مدينة تدمر الأثرية. تركنا ملكة ملكات الشرق (زنوبيا)، تتهيأ لملاقاة القائد الروماني (هادريان) في معركة إنتصر فيها، وتم أسر الملكة. تركنا (إبن معن) وقلعته الحربية الشهيرة. تركنا (مومياءأت) تدمر، بعد أن حملتنا رسالة، جاء فيها: الماضي كتبناه نحن، أما الحاضر والمستقبل فما زال ورقة بيضاء، وعلى أجيالكم كتابتهما.

وأخال تلك المومياءات تهمس في أذاننا قائلة: كنا ملوكاً قبل (2000) ألفي عام. كل ما نريده إكرامنا كموتى. نحن ماضيكم، ومن لا ماضي له، لا حاضر ولا مستقبل له.

حفظت الرسالة بين أوراقي..

حين كنا نعاين تلك المومياءات في المتحف المصري  ، كانت مجموعة من الافكار تجول

بخاطري. واولها ان تلك المومياءات بشر مثلنا . وهم ملوك وملكات . واتذكر في السبعينات ، ارسلت مومياء فرعونية الى فرنسا للمعالجة. وفي مطار باريس ، كان حرس شرف ، وممثل عن الخارجية الفرنسية ، باستقبال الملك الفرعوني. فهل يصح ان نجعل من جثامين علية القوم فرجة نعاينها ؟. المطلوب اكرام الموتى عامة ، والملوك منهم خاصة. والتعامل الحالي ليس فيه التكريم المطلوب.