الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الملك عبداللـه يستوعب أول صدمة إستراتيجية من ترامب

بواسطة azzaman

الملك عبداللـه يستوعب أول صدمة إستراتيجية من ترامب

حسين الفلوجي

 

في مشهدٍ أقل ما يُوصف بأنه مضطرب، يعكس حجم التحولات السياسية الدولية والإقليمية، استوعب الملك عبدالله الثاني أول صدمة استراتيجية من ترامب؛ الأمر الذي أحدث انقساماً في صفوف النخب السياسية والإعلامية في العالم العربي والإسلامي بسبب الطريقة الفجة التي تعامل بها ترامب مع ضيفه.

من طريقة الاستعراض والنتائج المتوقعة التي أرادها وخطط لها ترامب، يبدو أن الموقف الذي ظهر به الملك لم يكن مجرد قرار شخصي، بل كان بمثابة إعلان عن رؤية عربية استراتيجية يمكن أن تساعد القادة في مواجهة الضغوط الخارجية، خاصة خلال بداية الفترة الانتخابية لترامب والتي تشهد تزايدًا في التحديات الإقليمية والدولية.لقد حاول ترامب متقصداً استخدام الضغط الاقتصادي والسياسي لفرض مقترحات تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، في محاولة منه وبدعم من اليمين المتطرف لإعادة صياغة وتشكيل ملامح الصراع العربي الإسرائيلي وفقًا لرؤية تتماشى مع مصالحها الخاصة. وفي مواجهة هذا الابتزاز، قام الملك عبدالله برد حازم رافضًا التنازل عن الحقوق التاريخية والمبادئ التي سارت عليها الأمة العربية والإسلامية.

هذا الموقف الاستراتيجي لم يكن مجرد رد فعل فوري، بل يمثل نموذجًا يحتذى به من قبل الدول العربية في كيفية التصدي لمحاولات التدخل الخارجي والتي ستسعى إلى إعادة ترتيب المعادلات الإقليمية على حساب العدالة والمصداقية الدولية. فقد أكد الملك عبدالله بأن حماية القضية الفلسطينية والهوية العربية يجب أن تكون أولوية قصوى، وأن أي تنازل عن هذه المبادئ لن يقود إلا إلى مزيد من الفوضى والاضطرابات في المنطقة.إن رد الفعل الأردني وبعد استيعابه الصدمة الأولى من ترامب إنما يعكس وعيًا سياسيًا عميقًا بالواقع الدولي وبتداعيات الضغوط التي قد تمارسها القوى العظمى. هذا الموقف سيحفز القادة العرب الآخرين على توحيد صفوفهم لمواجهة أي محاولات ابتزازية، وهو ما دفع الرئيس المصري إلى تأجيل زيارته ولقاءه بترامب.

في خضم هذه التحولات، يبقى موقف الملك عبدالله بمثابة رسالة واضحة إلى العالم العربي والإسلامي مفادها: إن الثبات على المبادئ والالتزام بالعدالة والشرعية الدولية هما السبيل الوحيد لتحقيق مستقبل آمن ومستقر للمنطقة وإيجاد حل للقضية الفلسطينية، بعيدًا عن الحسابات الضيقة والأنانية التي تسعى بعض الأطراف لفرضها على المشهد الإقليمي.

 سياسي مستقل

 

 

 


مشاهدات 112
الكاتب حسين الفلوجي
أضيف 2025/02/15 - 12:07 AM
آخر تحديث 2025/02/19 - 8:48 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 215 الشهر 10277 الكلي 10405648
الوقت الآن
الأربعاء 2025/2/19 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير