ماذا يحدث في سوريا؟

حسين الزيادي

بالمعنى القانوني الدولي ان ما يحدث في سوريا جريمة إبادة جماعية لتوفر جميع عناصرها واركانها، الأمر الذي يحتم تدخل هيئة الأمم المتحدة بطريقة فعالة لمنع هذه الجريمة التي تمت بناءً على اسباب دينية وعنصرية، وعلى المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته في التصدي لهكذا جريمة سيكون لها بالتأكيد ردة فعل معاكسة،  انها أكبر مجزرة تتعرض لها الاقليات في الساحل السوري، فهناك عصابات منفلتة من جنسيات مختلفة شيشانية وافغانية، ، يقتلون 1700 علوي في الساحل كحصيلة أولية بما فيهم الأطفال والنساء وكبار السن وهذا ما وافتنا به وسائل الاعلام خلال الايام السابقة.

هناك عوامل نرتكز عليها في اعتبار الجريمة ابادة جماعية بالمعنى القانوني الدولي هي: العامل الأول: ان الإبادة الجماعية من الأعمال التي ترتكب بهدف التدمير الجزئي او الكلي لمجموعة قومية أو عرقية أو دينية، ومنها قتل أعضاء الجماعة والتسبب في إلحاق أذى جسمي أو عقلي خطير لأعضاء الجماعة وإيقاع الضرر على نحوٍ مقصود على ظروف حياة المجموعة بحيث يجلب معه التدمير الجسمي جزئياً أو كلياً ، وهذا العامل متحقق بوضوح في المجازر التي ترتكب على بعض الاقليات السورية، اما العامل الثاني فهو توفر اركان الجريمة المتمثلة بالركن المادي وهو عملية القتل، والركن المعنوي اي القصد الجرمي، والركن الدولي، ويبدو ان الركن الاخير تشوبه بعض الضبابية لانه من غير المعلوم ان تكون تلك الجرائم تمت بناءً على اوامر نظام سياسي، لكن يكفي لقيام الركن الدولي في هذه الجريمة هو أن تكون الجريمة قد وقعت بناء على خطة ضد جماعة بشرية ذات عقيدة معينة تتمتع بذات جنسية الدولة. 

وعلى الرغم من الانتقادات الموجهة إلى نظام روما الاساسي بصدد تعريف جريمة الإبادة الا أن ما يميز الإبادة  الجماعية من كافة أنواع الجرائم هو الدافع وراءها والذي يشير ضمنا إلى نية إبادة جماعة معينة وبهذا تعد من أكبر الجرائم ضد الإنسانية واكثرها شناعة  ، وبناءً على ما تقدم ينبغي عمل تحقيق دولي على غرار التحقيق الذي أجرته المنظمة بعد الحرب الإسرائيلية على غزة، فضلاً عن ملاحقة المجرمين دولياً ومحاكمتهم على الجرائم التي اقترفوها، وان يأخذ العلماء والكتاب والمحامين والإعلاميين دورهم في رفع الصوت أمام حكوماتهم وتذكير المنظمات الدولية والإنسانية للقيام بدورها الرائد والمنشود .