فرارات ترامب أو الحَمّام الملكي الساخن

عباس الجبوري

 

١-الاعلامي كاتب العمود في موقع بلومبيرغ براندز

يوجز احتمالات (مسيرة ترامب) المستقبلية بخمسة عنوانات (١-النهضة ٢- الانكفاء ٣-الرفض٤- اعادة التقويم ٥-الارتباك) ويسوق لكل احتمال مبررات لاتخلو من عمق التحري والاستقصاء في هذه المسارب..

٢-المهم في أرقى التقييمات الغربية ان ترامب يمكن أن(يفشل).. وينكفئ..على عكس التقييمات العربية التي ترى في ترامب (النجاح) في مسيرته الاكتساحية  التي لايرون فيها مجالاً (لاعادة التقويم أو الارتباك ).. وهي تقييمات لاتخلو من ( أحاسيس) ومشاعر  تسللت لقلوبهم عبر مسارب ومنعطفات خاصة أو عامة ..

٣-فرارات ترامب العشرة التي رصدناها من يوم تنصيبه الى اليوم  وهي..

 أ-فرارة المكسيك

ب-فرارة كندا

ج-فرارة بنما

د-فرارة الصين

هـ-فرارة اوكرانيا

و-فرارة ايران

ز-فرارة غزة

ح-فرارة

ط-فرارة گرين لاند-دنمارك

ي-فرارة الحماية والنفط

٤-الهواء المشترك لكل فرارات ترامب هو(المال).. فهو بين احتمالات الحصول على المال اما ب..

أ-الضم كما في كندا

ب-المصادرة كما في حجز ارصدة ..ايران

ج-التهجير كما في غزة

د-الطرد ..كما في اوكرانيا

هـ-المدح والتخويف..حالة العرب

و- فرض الضرائب

-الصين

ز-الاحتلال -بنما

ح- الحمايةو القواعد-اوروبا وكوريا الجنوبية

ط- اعادة المهاجرين-المكسيك

ي- اسلوب جديد ننتظره من ترامب..الخ

٥-لقد استمع العالم الى ترامب ب(اصغاء وحذر).. والى الان وبعد مرور أربعين يوماً على (عودته) الى الرئاسة …الى اليوم (لم يستجب) أي بلد (صراحة) لما أراد ترامب..ربما صارت هناك (عروض تفاعل معه) ولكن لم تمسك يدا ترامب الى الان (دولاراً واحداً)..

٦-فرارات ترامب يراها البعض انعكاساً (لشخصيته) التي يريد فرضها على الوجه السياسي لاميركا.. ولهذا نرى بعض الاميركان يوصون(بعدم الاكتراث العالي لما يقول ترامب).. وكذلك (بعدم تجاهل ما يقوله).. وانما هي (مساحة بين الاهتمام والتجاهل)..  وهذا رأي عاقل لايخلو من الترميز..

٧-التمرد اليومي أو (التقلب المزاجي) لترامب  يراه هو مصدر قوة ويفقد توازن الاخرين ويجعلهم (يرتعدون)بين يديه ..فتحول المكتب البيضاوي الخاص الذي يلتقي به ترامب مع روؤساء وملوك الدول ..تحول هذا المكتب الى( حمام ساخن) يغسل ترامب وجوه ضيوفه بصابون الاحراج والتوبيخ تحت أضواء الكون الفضائية ..ليكسب ترامب اللقطة الخاطفة التي تشبع تمرده وتعدل مزاجه ك(ملك تتراقص بين يديه الجواري والغلمان)..

٨-السخرية من (القوة الناعمة) والتندر منها …واعتبارها ( خدعة باهضة الثمن) كانت صولة ترامب على جبهات الاعلام والمواقع والاقلام التي (تتوسل الاقناع) كطريق للتسويق والشهرة … وغير مضمون النتائج ويحتاج الى وقت طويل.. على عكس نظرية (الصدمة) التي يراها ترامب سريعة التأثير ومضمونة العوائد ..

٩-بعد أربعين( يوم ترامبي) ..نشاهد آراء واتجاهات وترميزات  و(مراوح جديدة) من صناعة ترامب …ربما لاتعجب الكثيرين ولكنها من نفس المصدر ..ومنها:

أ-نريد من الصين ان تستثمر في الولايات المتحدة والعمل معا ً

ب-كل شي ممكن مع ايران ..

ج-لن نفرض ضرائب على الدول التي تشتري ( اقامات ذهبية) ..

د-نقل سكان غزة (تسفيرهم)..مجرد توصية

هـ-سنفرض ضرائب على البضائع الكندية ..

١٠-بهذه التعالي والتمرد المزاجي لترامب.. وقلة الخبرة لمستشاريه.. والمزاج القانوني والسيادي للعالم…لن يستطع ترامب تشكيل (عالم واحد) تحت رايته..

وسيبقى العالم يسمع الكثير على امتداد دورة ( الملك ترامب)..

وسيتبادل الكثير من الحكام والملوك (النكات) الامريكية الصنع التي سيصدرها الاميركان الى العالم بحس فكاهي وأفلام للتسلية لبطولات ترامب وغزواته وتنمره على ضيوفه ومحاوريه ..

١١-أما أنتَ أيها الشرق الدافئ.. المكتظ بقصص (المبالغة و الاستعراض) ..فما عليك الا أن توصل أولادك الى المدارس.. وتزرع حقولك.. وتبني بلا توقف..وتستمر بالقراءة عن قرب وعن بعد..وتصوم رمضان.. وتتسامر على ضفاف الانهار الجارية.. بحب صادقٍ وقلبٍ سليم.. ولا تنام الا بعين واحدة.. تتنقل بين الحدود والحاسوب .. أما البقية فلاتقلق منها لانها (بعينٍ أخرى)..وقد مر من أمامها الكثير الكثير..

 

مجلس النواب العراقي