تأليف محمد مظفر الأدهمي.. إنقلابات العراق في العهدين الملكي والجمهوري

عمان – رند الهاشمي

تمثل الانقلابات المدنية والعسكرية واحدة من المظاهر السياسية في العراق خلال العهدين الملكي والجمهوري ، والتي ابتدأت في الثلاثينات من القرن العشرين بعد وفاة الملك فيصل الاول وتنصيب ولده غازي ملكاً على العراق عام 1933. ولم تكن هذه الانقلابات تسعى لتغيير نظام الحكم باستثناء ثورة 14 تموز عام 1958 التي قلبت نظام الحكم في العراق من الملكي الى الجمهوري ، وغيرت بشكل كامل دستور الدولة وشكلها وتوجهاتها وثوابت المجتمع العراقي السياسية والاقتصادية والاجتماعية. أما بقية الانقلابات فقد اقتصرت في العهد الملكي على تغيير وزاري نتيجة انتفاضات عشائرية أو مدنية أو في استخدام الجيش أو في مناورة سياسية. وفي العهد الجمهوري كان العسكريون هم الذين يقومون بهذه الانقلابات بهدف تغيير رئيس الدولة، تشاركهم فيها او تقف وراءهم أحزاب سياسية مثل الحزب الشيوعي وحركة القوميين العرب والناصريين وحزب البعث العربي الاشتراكي.

عهد ملكي

أما من الناحية العقائدية، فان الانقلابات في العهد الملكي لم تكن تمتلك صفة عقائدية بقدرما هي انتفاضات عشائرية أو طمع في السلطة أو صراع حولها أو طموحات شخصية، باستثناء انقلاب العقداء الاربعة الذي كان ذو أهداف قومية عربية. لكن انقلابات العهد الجمهوري اتخذت بشكل عام صفة قومية عربية مع بضعة محاولات شيوعية عقائدية. وتختلف عن هذه كلها ثورة 14 تموز 1958 التي جمعت كل القوى الوطنية والقومية بأحزابها الجماهيرية والشعبية في جبهة الاتحاد الوطني لتشارك تنظيم الضباط الاحرار في التنفيذ واستلام السلطة والحكم.

لقد بدأت الكتاب بسنة 1935 لان هذه السنة قد شهدت أول انتفاضات عشائرية مرتبطة برجال المعارضة السياسية أدت الى قلب الوزارة واسقاطها، كما ان هذه الانتفاضات التي استمرت على مدى عامين، قد واجهت القوة العسكرية للجيش العراقي الذي استخدمته الحكومة لقمعها، فاستقوى على الحكومة وانقلب عليها عام 1936 بانقلاب بكر صدقي، وهو أول تدخل للجيش في السياسة الذي اصبح فيما بعد ظاهرة فاعلة في نظام الحكم في العراق.

برنامج تلفزيوني

ان هذا الكتاب هو نتيجة جهد اكاديمي اعتمد المصادر والمراجع بمختلف اتجاهاتها ليغطي بشكل موضوعي وعلمي احداث تلك الانقلابات التي لازمت تاريخ العراق السياسي الحديث والمعاصر، علماً انني قد ابتداته ببرنامج تلفزيوني موثق، ثم حولته الى كتاب.

ولذلك فان بامكان القاريء مشاهدة أياً من حلقات البرنامج الاربعين على اليوتيوب تحت عنوان (انقلابات العراق). ومن الله التوفيق.