عرافيون ما بعد الصدمة
جبار فريح شريدة
على مد النظر وبحجم الخيال وربما أكثر ينتشر التنجيم والتبصير والتنبؤ والتوقع. إنها الحاجة الأزلية لمعرفة ماذا سيجري غداً. تتعدد الأساليب والأشكال
أما العلم فيقف بسخرية تامة أمام هذا المشهد الذي ينتحل اسمه أحياناً تحت مسمى علم الفلك أو علم الأرقام وعلوم الباراسايكولوجي وعلى قمة هرم التنبؤات بالأساليب والأدوات يتربع أصحاب الإلهام بغلاف من الغموض وبكثير من التأويلات الممكنة،
يذهب اغلب الناس الى العرافيين ما بعد الصدمة التي يتعرضونها ,وهذا ما لاحظ في ايام حرب ايران ,فقد الكثير من العراقيين ابنائهم كشهداء او اسرى او مفقود لكن شدة الصدمة وهول المصيبة لا يصدق الاهل فقدان عزيز لهم ,وان دفنوا عزيزهم في المقبرة ,فيذهب الاغلبية الى العرافة لا انهم لا يصدقون ما جرى لعلى وعسى ان يكون الخبر كاذب ,العرافة تخبر الاهل بطريقتها الخاصة ان ابنهم ربما ما زال حي !! وهكذا انتشرت تلك العرافات والعرافون في ذلك الوقت ,وربما هو من فعل فاعل انتشار العرافات اثناء الحرب كان هدف أمني والغرض منه هو تخفيف الصدمة على العوائل لكي لا يثور او يتمرد الشارع ضد الحكومة وتحدث اضطرابات .
فمن غير المنطقي ان احد يستشهد في الحرب ويغسل ويدفن أمام ذويهم ,وبعد ذلك يبحثون عن امل في بيوت العرافات الا في منطق العرافات والاوهام النفسية .
ليس فقط اثناء الحرب وربما في مواقف اخرى واوقات اخرى وفي كل الازمان ,ربما تسرق السيارة فيذهب صاحبها للبيوت العرافات بحثاً عن بصيص آمل بعد ما عجز عن ايجادها بالوسائل الممكنة .
الكثير من النساء عندما تتشاجر مع زوجها او في البيوت تذهب للعرافات بحثاً عن السبب الذي شب الخلاف من آجله ,وربما اعتقاداً هناك عمل شيطاني مدبر من شخص اخر يبغض هذا الشخص .
اليوم للأسف في مجال السياسة يذهب الاغلبية السياسيين الى بيوت العرافيين بحثاً عن سبب يمكنهم من اعتلاء منصب معيين ,والمصيبة الكبرى حتى في حالات المرضية تجد الناس تتهافت على بيوت العرافات بحثاً عن العلاج .
وفي جميع المجالات نجد يرتادون اصحابها الى بيوت العرافات ففي مجال الرياضة نجد التعويذات المختلفة التي يشترونها المدربيين او المسؤول الاداري او اللاعبين من العرافيين ,واخيراً نجد المصيبة الكبرى ان اغلب الطلبة في جميع المراحل منهم من يذهب للعرافات بحثناً عن تعويذه تنقذه من الامتحانات وتعبر به بر الامآن لمرحلة اخرى.