المذهب أم الوطن ؟
محمد ال طي
والمشكلة سيجيبك الجميع الوطن طبعا، لكن ما أن تذهب للمواقع التواصل ستجد نبرة المذهب تعلو على الوطن وبشكل صارخ وصريح والأسباب كثيرة قد تكون نفسية وثقافية والأهم من كل ذلك سياسية، ولا نريد الخوض في تفاصيل تلك الأسباب والولوج في عمقها وسبر أسوارها.المدرب عدنان حمد السامرائي، والدكتور محمد طاهر الموسوي شغلت أسماءهم مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا، وازداد اللغط حول ذلك وما إن تدخل صفحة قد نشرت اسماً من أسماء هذين العلمين، حتى ترى ما يسد نفسك، ويكرهك بطبيعة تفكير الطبقة الساذجة من المجتمع أحدهم يقول هذا مصلاوي سني ليجيبه الآخر لا هذا سيد موسوي، ومن شيعة علي متناسين أن هذا الرجل هو إنسان قبل كل شي، وشعر بأخيه الإنسان ليهب لإنقاذه، ومن واقع طبيعة عمله وضحى بحياته من أجل ذلك، هم في واقع الأمر تناسو هذا لينشغلوا بتفكيرهم السطحي ونظرتهم السفيهة للأمور.
الآن والجميل في الموضوع أن الموسوي زار الجميع، ويحب الجميع ولا يفرق بين إنسان وآخر على حساب المذهب أو الدين أو العرق، لكن من ينتفع من هذه الأمور، أو من ملئ عقله بجهالة البداوة يريد أن يجرد طبيعة العمل الذي قام به الموسوي لا أعرف ربما قد تكون جهات خارجية تثير هذه المواضيع لا نعلم! عدنان حمد السامرائي أيضا هو المسكين قد قسموه فتجد أناساً يقولون هذا فخر سامراء وهو رجل سني والآخر يقول لا هذا من أهل الحلة أتلاحظ طبيعة التفكير الذي وصلنا إليه، ولم يقف الأمر على ذلك، بل بدأ الذباب بتخوينه تجد احدهم يقول هذا إنسان باع وطنه، وذهب ليدرب في السعودية، ولم يرجع إلى بلده ليجب الآخر وماذا يفعل هنا؟ هل تريدون قتله كما قتلتم الآخرين!
متناسين عندما كان حمد مدرباً للعراق لم يفرق بين لاعب وآخر على حساب مذهبه ودينه وعرقه، وصنع جيل جميل قاد الكرة العراقية إلى مصاف جيدة، ولا ينكر فضله في ذلك وهو رجل عراقي أصيل. المهم إخوتي ليس عيبا أن يكون لك مذهب أو دين تفتخر به، لكن العيب كل العيب أن تضع مذهبك أو دينك فوق وطنك؛ لأنك ستخسر الاثنين إذا ما استمرت هذه النبرة في الظهور ومنا هنا نطالب تفعيل قانون التجريم الطائفي وبشدة لكي نرسم طريقاً للأجيال القادمة على أن وطنهم فوق كل الانتماءات والميول، وأن الوطن أغلى ما يمكن على الإنسان امتلاكه وحتى أكثر من أمه وأبيه.