مكرم الشيخ جمال الشيخ محمد الطالباني..سيرة نضالية عطرة
حسين الجاف
مناضل كوردي عراقي معروف وبارز من قادة الحزب الشيوعي العراقي الكبار والتاريخيين فارق الحياة مؤخرا في مدينة السليمانية عن عمر نضالي حافل ناهز 102 سنة اذهو من مواليد عام 1923 في قرية زرداو التابعة لقضاء كفري التي كانت تابعة للواء(محافظة) كركوك يومئذ (والعائدة حاليا اسميا لمحافظة ديالى.)أما فعليا فتتبع محافظة السليمانية بأقليم كوردستان .ومكرم الطالباني منحدر اساسا من عائلة كوردية مسلمة صوفية معروفة من شيوخ الطريقة الاسلامية القادرية ولا زال بعض ابناء عمومته في كركوك يتولون مهمة الإرشاد الديني والدعوة لهذه الطريقة الاسلامية الشهيرة فيها وفي
اجزاء اخرى من كوردستان ولا تزال تكيتهم العامرة الشهيرة المعروفة ب(التكية الطالبانية) في عراقنا المصغر كركوك الحبيبة من أكبر مراكز التلاقي الديني والتاخي الوطني لكل ابناء كركوك العزيزة من كورد وعرب وتركمان ومسيحيين وكاكائيين وغيرهم زان الله سبحانه وتعالى عراقنا عراق التاريخ والتاخي والمحبة والحضارة بوجودهم وحضورهم البهي والدكتور الطا لباني
من خريجي كلية الحقوق ببغداد عام 1946 تلك الكلية العريقة التي. تأسست في العراق عام 1908 كما انه كان احد اعضاء فريق المحامين المتطوعين للدفاع عن مؤسس الحزب الشيوعي العراقي الرفيق فهد عام 1948 تلك المحاكمة الجائرةالتي اعتبرت وقتذاك (بفعل خضوعها لتأثيرات السلطات الرجعية الحاكمة )
سبةفي جبين القضاء العراقي المشهود له تاريخيا واساسابالعدالة والموضوعية . نشر الدكتور مكرم الطالباني الذي يرتبط بفخامة الرئيس العراقي الراحل الاسبق المرحوم الاستاذ مام جلال الشيخ حسام الدين الشيخ نور الله الطالباني بصلة قراية. اقول.
ارياف المنطقة
نشر الفقيد مكرم هو وشقيقة المرحوم. عطا الطالباني. رئيس بلدية مدينة كفري الاسبق بواكير الفكر النضالي الشيوعي في ارياف منطقة كرميان أي المنطقة الحارة وهي المناطق التي تقع حول كركوك وتمتد جنويا الى أقضية خاتقين ومندلي وبدرة. ولعل منظمة جبارة النشطة البارزة التابعة للحزب الشيوعي العراقي في تلك المنطقة شاهدحي على مصداقية هذا القول..تعرض الدكتور مكرم الطالباني الرجل النحيف الوقور طويل القامة الهادئ قليل الكلام الى الاضطهاد والسجن والنفي طوال فتره الحكم الملكي البائد وقد سمعت شخصيا من المرحوم مختار محلة اسماعيل بيك بمدينة كفري و(هي محلة سكن اسرة والدي )الحاج عثمان الونداوي والد. اللواء الحقوقي المرحوم عباس الونداوي( ابو سهيل) رئيس نادى التركمان الاسبق ببغداد انه لم يكن يمر شهر في العهد الملكي الا وكانت مديريةامن كوكوك تستدعيه وتحقق معه للتتأكد من وجوده بالمنطقةومراقبة نشاطاته الوطنية غير المرغوب فيها بالمنطقةمن قبلهم وبعد ثورة 14 تموز الخالدة بقيادة الزعيم الشهيد عبدالكريم قاسم عين الطالباني مديرا عاما لشركه الدخان الوطنية العراقيةوبعدها مديرا عاما بوزارة الزراعة..وظل الامر هكذا الى انقلاب 8 شباط الأسود الذي قفز فيه البعثيون الى الحكم. من خلال قطار امريكي. بحسب تصريح احد ابرز. منفذي ذلك الانقلاب المدعو علي صالح السعدي في. نهاية عام 1963 الى صحيفة لوريان دى جور الصادرة باللغة الفرنسية في بيروت صرح بهذا بعد سقوط الحكم البعثي الاول في العراق.في 18 تشرين الثاني عام 1963 على اثر انقلاب الرئيس عبدالسلام عارف عليه والذي كان هو نفسه احد اركان النظام بل كان رئيسا للجمهورية في عهد ذلك الانقلاب الدموي..الذي بعد حدوثه المشؤوم اعتقل الطالباني وحكم بالحبسنن لمدة ثلاث سنوات من قيل المجلس العرفي العسكري الاول الذي كان برأسه العميد شمس الدين عبدالله.
وبعد صدور اتفاقية الحادي عشر من اذار التاريخية بين القيادة الكوردية التي كان يقودها المرحوم. الملا مصطفى البارزاني والحكومة العراقية برئاسة العميد احمد حسن البكر.انئذ..عين الدكتور مكرم الطالباني عضوا في المجلس الزراعي الاعلى ومن ثم وزيرا. للزراعة وكالة لبعض الوقت وبعدها وزيرا للري واخيرا وزيرا للنقل في عام1972 على ايام تأسيس الجبهة الوطنية. بين حزب البعث والحزب الشيوعي العراقي التي لم تستمر طويلا فاستقال الطالباني منها قيل فترة قصيرة من انهيارها. وفي منتصف الستينات المتصرمة حصل الطالباني. على شهادة الدكتوراه عن تجربة تطبيق الإصلاح الزراعي في العراق وخلال ترؤسه للوزارات التي تولاها كان مثالا حيا يحتذى به للكفاء ة والنزاهة والوطنية الصادقة . وفي اوائل السبعينيات الماضية اقترن بسيدة فاضلة من اسرة كردية معروفة من اهالي السليمانية تعمل بالتدريس رزق منها بو لدين طيبين هماالدكتور ئارازنت والدكتورنياز وببنت واحدة هي الدكتورة كيلاس التي تحمل شهادة الدكتوراه في علم المحاسبة ويعتبر المرحوم الطالباني والوزير الشهيد المرحوم صالح اليوسفي ووزير التخطيط. العراقي الاسبق المرحوم د.سامال مجيد فرج الذي رحل اثر حادث سير غامض في دوللة الامارات العربية عام 2004 من. مؤسسي جمعية الثقافة الكوردية الشهيرة ببغداد في اوائل فترة السبعينيات الماضية
وقد ذكرلي . الاستاذ عبداللطيف عبدالمجيد كلي. مدير إدارة المجمع العلمي العراقي الاسبق وهو شخصية اجتماعية كوردية مثقفةمعروفة من منطقة كفري بأن المرحوم د.مكرم الطالياني بحكم علاقته الجيدة مع بعض اركان النظام السابق ومنهم وزير الخارجية الاسبق الاستاذ طارق عزيز وغيره استطاع انقاذ اخيه المرحوم القاضي نظام الدين عبدالمجيد كلي من حبل المشنقة في عهد حكومة صدام حسين عندما حكم عليه بالاعدام بدعوى انه يتعاون مع البيشمه ركة سرا ويتساهل. في احكامه بحق المتهمين الكورد المتعاطفين او المتعاونين مع البيشمه ركه في المناطق الخاضعة لحاكميته ننمثلما ساهم الرجل ايضا في تخفيف بعض ألاحكام الاخرى التي كانت قد صدرت بحق مواطنين اخرين من كورد وعرب وغيرهم.. وفي ختام كلمتي هذه عن الفقيد مكرم الطالباني اقول عرف عن الراحل الجليل كونه حمامة سلام المفاوضات التي كانت تجري سرابين فترة واخري بين القيادة الكوردية والحكومة العراقية (بعد انهيار اتفاقية 11 اذار التاريخية عام 1975 بعد تنكر حزب البعث لتنفيذ بنودها ونشوب الحرب مجددا بين الطرفين وقتئذ) كانت تلك المفاوضات تجري بصورة متقطعة بين حين واخر بقصد حل القضية الكوردية ووضع حل جذري لها وايقاف القتال المستمر بين الطرفين حقنا لدماء الأبرياء من ضحايا اقتتال الاخوة. وصحيح ان تلك المفاوضات لم تسفر عن حلول تذكر ،لايقاف القتال لكنها كانت تجعل المنطقة الكوردية بمنأى عن نيران الحرب ولولفترات محددة قصيرة من الزمن.
وتشكل بوادر امل لحل مستقبلي شامل في حينه.
وذكر الاستاذ عبداللطيف كلي لي ايضا ان فخامة الرئيس مسعود البارزاني كان يستقبله الطالباني شخصيا في مدخل قضاء مصيف صلاح الدين عندما كان يبتعث اليها حاملا مراسيل مبادرات السلام تلك القادمة. من بغدادىت تقديرا له واعتزازا بجهوده الشخصيةالمخلصة في هذا الشأن الوطني المهم ...رحم الله الوزير الوطني الكوردي العراقي الكبير..الذي خدم شعبه وقومه ووطنه ومبادأه بصدق واخلاص كبيرين. ويقينا ان السيرة النضالية الملهمة لمثل هؤلاء الرجال المناضلين الافذاذ ستظل عبقة وندية وخالدة ابد الدهر في ذاكرة هذا. الوطن العريق العظيم و ضمائراهله النجباء الشرفاء .