محمد عبد المحسن ينطلق نحو الفن بعمر الثامنة
سلم وأحاول أنسى حبك تتصدّران مسيرة تجمع اللحن والغناء
بابل - كاظـم بهــيـّـة
قادته موهبته الى ان يدخل عالم الموسيقى والغناء ، فبدأ المطرب والملحن محمد عبد المحسن ذلك العشق يدب في داخله ، منذ ان كان يدرس في مدرسة المنصور الابتدائية ، الواقعة امام مبنى الاذاعة الحالي ،وبدأ يرتشف الفن و يمارسه وهو بعمر الثماني سنوات ، حيث غنى انشودة عنوانه (للمسير أيها الجيش الصغير) ألحان الفنان سعيد شابو، وبعد ان كبر ذلك الفتى الموهب وكبر طموحه معه احب الغناء بالذات، فانزرع في ذاته حب الغناء والطرب ، وفي تلك الحقبة كان لجهاز « الكرامفون كنزي» دور مهم في اذاعة الاغاني فقرر ان يمتلكه لنفسه ، ليتسنى له ان يطور موهبته ، حتى ذكر انه صمم على شراء هذا الجهاز من يومياته (الخرجية)، وبعد مدة تمكن من شرائه، وكان جهاز «الكرامفون كنزي « الذي اطلعه على كبار المطربين والمطربات آنذاك ، حيث اكد : تمكنت من تقليدهم وفي نفس الوقت كان التقليد مفيداً لي كونه يشكل أهم تمارين الصوت والإلقاء السليمين..» ، وعشق غناء صديقة الملاية و تعرف على مطربي الغناء العربي امثال فريد الاطرش و محمد عبد الوهاب و فيروز و عشق الحان الرحبانية و غناء فيروز .بعدها قرر الولوج الى عالم الغناء ، درس الة العود على يد كبار الموسيقيين امثال الموسيقار الشريف محي الدين حيدر وعلي الدرويش و روحي الخماش ومنير بشير وسلمان شكر ، بعد ان درس العود والصولفيج وتعلم قراءة النوتة وعشق فن الموشحات ، وبعدها دخل الاذاعة عام 1948 ، وتم قبوله كمنشد مع فرقة الانشاد العراقية ، التي اسسها الدرويش والموسيقار روحي الخماش ،و حلق في عالم الموسيقى والغناء الجميل من خلال تلك الفرقة ، حتى غنى اولى اغانيه كانت بعنوان (صاحب الهوى تعب ) كلمات بهاء زهير، وكذلك غنى أولى ألحانه وكان بعنوان (فلسطين فداك كلنا) .
وكان عبد المحسن يحرص على ان يقدم شيئا جديدا في كل عمل يقوم به ، حتى يبدو ان التجديد همه الدائم فقدم الغناء واللحن معا ، والذي مازالت الحانه الشجية واغانيه الجميلة خالدة في الذاكرة العراقية، منها اغنية (سلم) واغنيته الشهيرة (احاول انسى حبك) للمطربة امل خضير وكذلك أغنية (طيبة يا حبايب والله طيبة) باللهجة الموصلية لأمل اخضير بعد ذاك اثمرت اجمل الاغاني الحديثة ، حيث قدم (دوريتك)كلمات ناظم السماوي و اغنية (ضيعوني) كلمات غازي ثجيل و أغنية( يا حسافة) كلمات هشام عبد الحميد واغنية ( خلصت صدك ) لصوت الارض ياس خضر و أغنية (حن يا دليلي) لداخل حسن واغنية (ام الكصيبة) للمطرب جاسم الخياط ، وسجل ابرز أغانيه بصوته (اشكان الدلال )و اغنية (يابو المشحوف تانيني) واغنية (ياسمين )و ( اشتكيلك ) و(ام الخزامة) كلمات كاظم الرويعي والحان محمد نوشي و(فوانيس الفرح ) وابتهال (ليالي رمضان ) و(ها يكلبي ) و(نظرة حلوه من عيونك ) و(جيت برفيف الشوك ) و (حرت وي اليعرفون ويسألون ) اغنية ( بفي گمرة وتوالي الليل) كلمات زامل سعيد فتاح. ، واغنية (يسألون ) كلمات غازي ثجيل وغناء محمود انورو(يادفو حجاياتك ) كلمات ناظم السماوي وغناء سامي كمال . و(صافية عيونك ) و(عالي عالي) و(امل الحبايب ) كلمات محمد المحاويلي واداء عبد المحسن و(مانسينا) كلمات محمد المحاويلي وغناء مظفر عبادي.
اول اغنية
اما اول اغنية اداها من الحانه كانت اغنية (ياكلبي ليش اتعاتبني) ثم واصل الغناء بأغانيه الشهيرة التي عرف بها وهي (سلم ) واغنية (احاول انسى حبك )التي كانت اقرب الى قلبه حيث كان يدندن بها. كما لحن اغاني كثيرة للمطربين العراقيين منهم ياس خضر واحلام وهبي ونجم مشاري، وكذلك لحن ايضا للمطربين العرب منهم المطربة طروب والمطربة المصرية شريفة ماهر وللمطرب الكويتي غريد الشاطئ.و عبد المحسن يعد من جيل مطربي العراق امثال رضا علي ويحيى حمدي وجميل جرجيس وخليل محتار والمطربة وحيدة خليل . وفي مجال التلحين لم يقتصر على الاغنية البغدادية وانما شمل ايضا الاغنية الموصلية، فقد لحن اغنية (اشكال الدلال) واغنية (ادللوا على حمام علي ) ومن اشهر الشعراء العراقيين الذين تعامل معهم: ناظم السماوي وغازي ثجيل وكاظم الرويعي ومحمد نورس. وغنى له الكثير من المطربين العرب و العراقيين منهم ياس خضر و مائدة نزهت و هناء مهدي .ومن العرب المطربات مها الجابري وسميرة توفيق ورندة ومها صبري وسحر ومن المطربين مصطفى كريدية ونصري شمس الدين وغيرهم .و شارك عبدالمحسن في العديد من مهرجانات عربية فنية في لبنان وسورية والسعودية والكويت، وقد ساهم في تأسيس قسم الموسيقى في اذاعة الكويت عام 1969.
واخيرا انطفأت شمعة حياته صبيحة الثالث والعشرين من شهر نيسان 1983 ،اذ عند دخوله الاذاعة انفجرت سيارة مفخخة وأصيب اصابة بليغة، نقل على أثرها إلى المستشفى وكان في غيبوبة عميقة لأكثر من يوم حتى وافته المنية، فكان لرحيله خسارة كبيرة لا تعوض للساحة الغنائية العراقية .