ترامب يدعو للتهجير
خليل ابراهيم العبيدي
في حملته الانتخابية ، صرح ترامب في معرض تملقه للجالية اليهودية في امريكا ، كسبا لاصواتها ، أن مساحة إسرائيل صغيرة ، وصاحب ذلك تصفيق عاصف ، فهي إشارة منه لتشجيع الاستيطان في الضفة الغربية ، ولكن أضاف اليوم عاملا آخر معاديا للشعب الفلسطيني ، فقد صرح بأنه تحادث مع العاهل الأردني والرئيس المصري بشأن نقل الغزيين إلى الأردن ومصر تمهيدا لإعادة بناء غزة ، وبرغم معرفتنا للرئيس ترامب وميوله المفضوحة لإسرائيل ، إلا أن تجاوزه المسلمات السياسية إلى أفكار عدائية الخفي منها هو إفراغ غزة لإعادة المستوطنين الإسرائيليين ثانية إلىها ، وهي ذات النوايا التي طرحها تيودور هرتزل خلال القرن العشرين ، والتي كانت وراء أفعال منظمات الحركة الصهيونية التي عملت على إفراغ الأراضي الفلسطينية أمام اعين السلطات البريطانية المنتدبة آنذاك على فلسطين القديمة .أي فلسطين ما قبل القرار 181 لعام 1947 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي كان وراء قيام الدولة العبرية واختفاء الدولة العربية ،
أن ما يدعو اليه الرئيس ترامب بحجة إعادة بناء غزة ، يراد من ورائه إعادة القديم الى قدمه ، ويراد منه تمهيد السبيل لتنفيذ مطالبات اليمين الديني الإسرائيلي بإعادة عمليات الاستيطان اليهودي في غزة ، والرد المنطقي ،،، هو أن أهل غزة هم الاولى ببناء مستقبلها ، لا أن يبنيها الغير ، فأهل غزة لهم كل تلك التجارب في المقاومة وإعادة البناء ، فليوفر ترامب مقترحاته لنفسه ، وشكرا من كل العرب للأردن ومصر على ذاك الرد السريع.