الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
وهكذا يكون الرثاء

بواسطة azzaman

وهكذا يكون الرثاء

حسين الصدر

 

-1-

الخطيب العملاق مرشحٌ للابداع في الرثاء ، رثاء الأصدقاء وغيرهم ، ذلك أنّه متمرس برثاء الصفوة الطاهرة من اهل بيت النبوة ، وإبكاء الناس عليهم بشتى الأساليب .

-2-

ولا يستطيع أحدٌ ان ينكر انّ الخطيب الشهيد العلامة السيد جواد شبّر هو من أعلام خطباء المنبر الحسيني .

ولقد كان يحفظ الكثير الكثير من الأشعار .

ولقد سمعتُ منه يردد على المنبر قول الشاعر السيد أحمد الصافي النجفي:

يعترضُ العقلُ على صانِعٍ

مِنْ بعضِ مصنوعاتِه العقلُ

إنْ يعترض عقلٌ على رَبِّهِ

فذلكَ العقلُ هو الجهلُ

-3 –

وقد وقفت على قصيدة له يرثي بها الشاعر الكبير السيد احمد الصافي

النجفي أحببتُ اثباتها هنا مع الاعتراف له بالبراعة والقدرة العالية على التألق .

واليك القصيدة :

ما جئتُ أرثيك او أذري الدموع أسى

إن الرثاء لشخصٍ مات واندرسا

قالوا لقد مات قلتُ اليوم مولِدُهُ

ونجمُه قد تجلّى يطرد الغلسا

واليوم يبدأ تاريخٌ له عبقٌ

وطيبُ تأرِيخهِ قد أنعش الجُلَسا

ما الحيُّ مقياسُهُ مَرُّ السنين ولو

طال البقاءُ ولا ترداده النَفَسا

إن الحياة بأفكار يخلدها

عبر العصور وغرساً صالحاً غرسا

وآخذاً بيد العافي ومنقذه

سواء أحسن هذا أم اليه أسا

###

ما كان أحمد في عصر يعيش به

إلا كشعلة نور تحمل القبسا

يعيش في الناس لكن روحه انفردت

عنهم كمن عاش بين الخلق محتبسا

سما الى عالم أسمى بفكرته

لذاك مهما خلا في نفسه أنسا

فلا ترى معه في بيت عزلته

الا اليراعة – أَمَّ الشعر – والطرسا

أيهٍ أبا الخالدات النيرات سناً

والسائرات أقام الدهر أم جلسا

هذي روائعك الغرا يُرددها

فمُ الزمان ، ومن أنوارها اقتبسا

أمواجها اندفعت تتلو أشعتها

تجلي العقولُ ومنها تغمر اليبسا

وذي الهواجس ما أحلى هواجسها

تداعب الروح إنْ دقت لها جرسا

رفت تناغيك همساً في تدللها

والحبُ يعذُبُ إنْ ناغى وان همسا

أشعةٌ في معانيها ملونةُ

أشعاعها مشرف عن روحك انعكسا

ان كنت حلقت او أبدعتَ لا عجبٌ

قرآنُ أحمد قدماً حيّر القُسسا

وأذعنت لغةُ الفصحى لروعته

وعاد منطيقها مستسلماً خَرِسا

الناظم الدر نظماً لا نظير له

بالشعر ينبوعه الصافي قد أنبجسا

والمرسل الشعر سهلا غير ممتنع

سلساله العذب يجري سائغا سلسا

###

زهدتَ في هذه الدنيا وزخرفها

إذ انت أرفع ممن يرتضى الدنسا

وكنت تهزأ ممن راح يعشقها

ومَنْ بأوطارها قد ظلَّ منغمسا

نفس ترى فوق هام النجم رفعتها

وبزّةٌ – اذ تراها – بزَّة البؤسا

تريهم أنّ دنياكم وبهرجها

كشملتي هذه ، مَنْ سامّها بخسا

لاويت دهرك حتى رضت جامحه

كمن يُروّض مِنْ فرسانها فرسا

بعزمة شهد التاريخ واقعها

ما كنتَ هيابةً يوماً ولا نكسا

عرفت دنياك مذ وازنت قيمتها

وانها عرفتك النيقدَ المرسا

وكم دعتك لوصلٍ وهي ضاحكة

لكن رأتك على ما تبتغي عبسا

رحماك ليست نفوس الناس واحدة

إن خفَّ ذاك فهذا في الوجود رسا

###

هذي الحياة وكم غذيتها حكماً

غرّا ، وأرسيتَ من أركانها أُسسا

فكنت تشبعها بحثاً وتجربةٌ

وكنتَ تنشرها درساً لمن درسا

وتوضح القول مجلواً ومزدهراً

فلم يُعد بعدُ فيها الأمرُ ملتبسا

دم للخلود فذي الأيام طوعك

والدهر استلانَ وإنْ قدما عليك قسا.

 

Husseinalsadr2011@yahoo.com

 


مشاهدات 62
الكاتب حسين الصدر
أضيف 2025/01/19 - 9:52 PM
آخر تحديث 2025/02/01 - 12:01 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 251 الشهر 251 الكلي 10295622
الوقت الآن
السبت 2025/2/1 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير