المؤشرات الأربعة
متى يكون الشرطي رفعة رأس ومتى يبيع ضميره ؟
مارد عبد الحسن الحسون
ماذا يسيء الى الشرطة الان وهي تتلمس طريقها الى خطوات تكون فيها بمستوى حضورٍ أمنيٍ يستحق التقدير والاشادة والامتنان ، ويكون الاحتفال بعيد هذه المؤسسة الوطنية السنوي في التاسع من كانون الثاني مناسبةً لابد منها وينبغي ان يشارك بها العراقيون عن طيب خاطر.
لابد من الاعتراف ان هناك عراقيين مازالوا ينظرون الى عمل الشرطة بتوجس وخوف ،ويقولون ندخل الى مسلخ ولا ندخل الى مركز الشرطة خوفاً من انقلاب الامور ضدنا ويصبح المشتكي متهماً.
هذا الواقع قائم الان نتيجة السلوك الشائن لبعض المنتسبين والضباط ،والمعلومات المتوفرة في هذا الشأن تضج بها وسائل الاعلام ، كيف تحول البعض الى عنوان تهديد واساءة ونصب واحتيال ، ولكي لا أظلم الجميع ،هناك ضباط ومنتسبين ملتزمين تمام الالتزام بالواجبات الامنية المهنية ،ويرفعون الرأس ، كما يقول المثل العراقي ،انا أشير الى السلوك المنحرف للبعض من ادراك ميداني ومتابعة حثيثة واحتكاك على مدار الساعة مع الاوضاع الامنية والعشائرية والمجتمعية العامة ، إذ أن تجربتي كضابط شرطة أكثرمن اربع وخمسون سنة وتدرجي حتى رتبة فريق تخولني ان اقول ما أعتقد انني وضعت اليد عليه ولي هنا ان اشير الى اربعة نقاط اجدها اساسية للتشخيص المنصف.
رتبة عالية
1 - اكثر التصرفات الشائنة لرجل الشرطة هي الرشوة عندما تمتد يده الى جيوب العراقيين ، إنه هنا يساوم على الحقيقة لتغييبها ويكون ذليلاً في كل الاحوال ، تحركة الخسة والدناءة وبيع ضميره المهني ،ولنا هنا ان نقارن بين رجل شرطة يرتشي واخر نظيف اليد ،الفرق شاسع بين الاثنين والضمير الحي لا يحتاج الى دعاية .
2- استغلال المنصب ، أو الموقع والمكان الذي يتواجد فيه هذا الامر ينطبق على رجل الشرطة إن كان في رتبة عالية مع كل التدرجات أو كان منتسباً يمسك حراسة في باب المركز أو نقطة تفتيش أو يتابع تنفيذ الواجبات الاخرى في ملاحقة المتهمين ، وعليَّ هنا ان أشيد برجال شرطة يرفضون استغلال مواقعهم اياً كانت المناسبة ، يواصون الضبط الامني العادل المشرًف ، وهناك رجال شرطة ضّحوا بحياتهم من أجل تطبيق القانون العام بشرف يستحقون الانحنا ء تقـــــــــديرا لهم .
3- ظاهرة الانحياز على حساب الواجب الوطني العام وهناك روايات وقصص كثيرة في هذا الشأن تملأ كتبا وتشير الى رجال شرطة باعوا مهنيتهم وشرفهم الامني وساومواعلى الحقيقة لا لشيء الا لأنهم ينحازون الى أنتماء سياسي أو طائفي أو عشائري أو مناطقي ، بينما اخرون ترفعوا عن هذا الانحياز ومارسوا أختصاصهم الامني بكل شرف ومهنية عالية ينشدون العدالة التي اقسموا على تطبيقها في ممارسة امنية باسلة تترفع عن الصغائر .
واجب امني
4- الحس الانساني في تطبيق الواجب الامني وهذا امر غاية في الاهمية اذا اراد الشرطي ان يلتزم بواجب الدفاع عن الحق والانصاف . الحقيقة ، نحن امام معادلة سهلة وليس صعبة كما يتصور البعض معادلة ان يطبق الشرطي الواجب الامني دون التجاوز على حقوق الانسان التي نصت عليها الاعراف والقوانين الوطنية .
والاعلان العالمي لحقوق الانسان ، وهنا لا بد من الاعتراف الضمني ، أن ثقافة حقوق الانسان لدى الشرطي العراقي مازالت دون المستوى المطلوب .
أنا اتحدث هنا عن الالتزام بهذه الحقوق ضمن الواجبات التي يتولى تنفيذها ان هذا الامر يحتاج الى المزيد من الدورات التثقيفية والمؤتمرات والندوات وورش العمل المشفوعة بالتعرف المهني على القوانين وهي مازالت نادرة في كل الاحـــــــوال .
ان تسلّح رجل الشرطة بمبادئ حقوق الانسان والهامش القانوني تعطيه قوة وصلابة وسماحة في الوقت نفسه .