عندما يكون الفكر المتطرف على الأبواب
حسين الزيادي
بعد ان حصلت قوى التطرف على اماكن لها في دول مجاورة للعراق، فان الأمر يستدعي اتخاذ اقصى درجات الحيطة والحذر خشية عودة سيناريو 2014 الى الواجهة في الساحة العراقية، وهذه التنظيمات وان اختلفت مسمياتها تمتلك فكراً مشتركاً يقوم على اساس رفض الاخر ولا يرى شرعية لأي نظام حكم، ويسعى لهدف واحد هو اقامة الخلافة التي لا تعترف بحدود معينة لأنها لا تؤمن اساساً بالحكومات القائمة، وتأسيساً على ما تقدم فان حصول تلك التنظيمات على موطأ قدم لها في شمال سوريا واحتلالها لمناطق مهمة كالحمدانية وحلب الجديدة والجميلية وصلاح الدين وغيرها، يجب النظر اليه من زاوية تتعلق بالعقلية المتطرفة التي تسعى للتمدد والانشطار وتصدير العقائد المنحرفة.
ان الحرب على الإرهاب هي حرب وجود لا يمكن تأطيرها بإطار مكاني او زماني محدد، فالخطابات المتطرفة باتت فكراً يجد قبولاً في بيئات منحرفة ومناخات مشبوهة، ولا يمكن الاعتماد فقط على الحلول الأمنية، فالفكر لا يجابه الا بالفكر ورأينا منذ سنوات ليست بالبعيدة جموع المقاتلين الوافدين إلى تنظيم داعش من أوروبا وشرق آسيا وبلدان المغرب العربي، تفوق اعداد المقاتلين الذين التحقوا بهم من الارض الام فهذه المجاميع تحاول البحث عن ملاذ آمن.
ان التنظيمات المتطرفة عبارة عن خلايا سريعة التمدد تحاول إنتاج منهجية شاملة ومتكاملة تأخذ بعين الاعتبار مافاتها في تجاربها السابقة وهي بهذا تشكل خطراً متجدداً يأخذ منحناً متصاعداً في خطورته، وربما يحاجج البعض ويتذرع بكون المنظومات المتطرفة التي اجتاحت مساحة من اراضي سوريا تختلف في توجهاتها وافكارها وأيدولوجياتها، لكن فات هؤلاء ان كل المنظومات لا تخرج عن الوضع المتعارف عليه ضمن قيم السلفية الجهادية.