الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الإحتلال الفكري أقصر الطرُق إلى الهاوية

بواسطة azzaman

الإحتلال الفكري أقصر الطرُق إلى الهاوية

مروة العميدي

 

مصطلح الإحتلال الفكري هو عملية هيمنة ثقافة ما، أو فرض ثقافة أو مجموعة من الأفكار أوالقيم أوالمبادئ من قبل مجموعة معينة من الأفراد على مجموعة أخرى، وغالبًا ما يكون ذلك في سياق الإستعمار، ويبدو الإحتلال الفكري واضح الأثر على الشعوب الخاضعة للإحتلال، ويمثل الإحتلال الفكري التأثير السلبي والثقافي الذي يمارسه كيان أو جماعة معينة على أفكار وآراء الناس في مجتمع ما، مما يؤدي إلى تبني أفكار جديدة وإضعاف أفكار وأيديولوجيات المجتمع الأصلي، وقد يتخذ هذا الإحتلال أشكالاً متعددة، بما في ذلك التأثيرات الإعلامية، التعليم، والسياسات الثقافية.وللإحتلال الفكري مجموعة من الأبعاد تتمثل بالتبعية والأنقياد الثقافي والذي يتمثل بفقدان الهوية الثقافية الأصلية وسيادة الثقافة الغازية سواء كانت على اللغة أو الفنون أو الدين وتقول غرسيا ماركيز في هذا الخصوص:

مجتمعات سائدة

«الاستعمار ليس مجرد مدافع وغازيات، بل هو إحتلال العقول وتحريف الثقافات.

هذا فضلًا عن إعادة نسج القيم بما يتعارض مع قيم المجتمعات السائدة، وتغير العلاقات الأسرية والإجتماعية والسلوكيات والعادات اليومية، وكذلك من أبعاد الإحتلال الفكري فرض لغة معينة أو ديانة معينة وهذا يبدو واضحًا بعد المعارك الطاحنة بين دولتين إذ يتم فرض لغة الدولة المحتلة قصرًا مما تقود إلى تآكل وتلاشي لغة الدولة الأصلية، وأيضًا  إخضاع الإعلام لخدمة الجهة المحتلة والتحكم بوسائله وتوجيه المعلومات بما يخدم الأجندة السياسية أو الثقافية للمحتل، مما يقيد حرية التفكير  ويقول سبيس أزيموف:«التحرر الحقيقي يأتي عندما يتحرر الإنسان من قيود الفكر الذي يفرضه عليه الإحتلال الخارجي».إضافة إلى ذلك الترويج لقيم وثقافات جديدة على حساب الفكر السائد سواء كان عن طريق المناهج التعليمية أوتعزيز الأفكار الدخيلة عن طريق التدابير الإجتماعية وتخلق وعي جماعي كالدعاية حول قضية ما.وتترتب عدة نتائج حول مسألة الإحتلال الفكري منها إضمحلال الهوية الثقافية للمجتمع الأصلي وفقدان تراثه وتحضره وتاريخه فقدان التقاليد والأفكار الأصلية، و تزايد النزاعات الثقافية التي تقود إلى توترات وصراعات بين الجماعات الثقافية المختلفة مما يؤدي إلى تفشي الإنقسامات بين فئات المجتمع الواحد نتيجة التباين في الأفكار والرؤى إذ يقول الفيلسوف فريدريك نيتشه:«إنه لأمر مُذهل، كيف تصطف الأفكار الذكية، في حين أن السخافات تنتشر كالنار في الهشيم»، وقوله هذا يحمل دلالة على التحديات التي تواجه الفكر العقلاني في ظل إنتشار الآراء السطحية أو الخاطئة.وكذلك فقدان الإبداع والإبتكار نتيجة التركيز على الأفكار المهيمنة وتجاهل الفكر النقدي المستقل، ومن نتائجه أيضًا قي يكون هناك نوع من أنواع إحياء الثقافات، مثل إعادة تقييم هويتهم الثقافية والسعي للحفاظ عليها.

تعزيز وعي

وبالإمكان  مواجهة الاحتلال الفكري عن طريق تعزيز الوعي الثقافي بمدى أهمية الهوية الثقافية والحضارية للأفراد والمجتمعات والحفاظ على المخطوطات التراثية والتراث وتمكينهم في جانب التحليل المعلوماتي بموضوعية وفهم لأبعاد الفكر المتطرف، وتعزيز الثقافة المحلية والتركيز على الصغار (البراعم) خاصة حول تعريفهم بتاريخ ومسيرة مجتمعهم.


مشاهدات 76
الكاتب مروة العميدي
أضيف 2024/11/19 - 3:33 PM
آخر تحديث 2024/11/21 - 10:57 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 227 الشهر 8931 الكلي 10052075
الوقت الآن
الخميس 2024/11/21 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير