باردو من أيقونة للسينما الفرنسية إلى نصيرة الحيوانات

باريس - سعد المسعودي 

تُعدّ الممثلة الفرنسية الأسطورية بريجيت باردو واحدة من أشهر الممثلات اللواتي علقن في أذهان أجيال عديدة، إذ اعتُبرت «بي بي» أيقونة للسينما والجمال في خمسينيات وستينيات القرن العشرين، وتحولت لرمز للإغراء , وشاركت باردو التي غيبها الموت الاحد عن 91 عاما، في بيتها في سان تروبيه  بلد الأثرياء “جنوب فرنسا”،شاركت بنحو خمسين فيلما وانجزت نحو ثمانين أغنية مع مختلف الملحنين والموزعين الموسيقيين في العالم  وكانت محط انظار  السياسيين الذين ما أنفكوا من  التقرب منها لتأثيرها القوي على المجتمع الفرنسي ومنهم الرئيس الراحل جاك شيراك،وكانت تطلق عليه «ملك الكاذبين»، وفاليري جيسكار ديستان الذي قضى معها “شهر العسل والسيكار  «. بفضل مكانتها كأيقونة سينمائية، فُتحت أمامها أبواب السلطة بسهولة. ورغم رفضها الدائم للخوض في السياسة، لم تتردد الممثلة قط في التعبير عن آرائها، وغالبًا ما كانت تصريحاتها لاذعة. حيث قالت عام 1990 لبرنامج اخباري للتلفزيون الفرنسي الرسمي «لا أمارس أي سياسة باستثناء حماية الحيوانات. هذا هو الشيء الوحيد الذي يهمني». كانت قد مرت سبعة عشر عامًا على اعتزالها التمثيل، وأربع سنوات على تأسيسها مؤسسة بريجيت باردو، المكرسة لرعاية الحيوانات. وحتى وفاتها، حافظت الممثلة على هذا الموقف، ولم تتوقف أبدًا عن استخدام شهرتها لخدمة قضيتها. وبفضل مكانتها كأيقونة سينمائية، فُتحت أمامها أبواب السلطة بسهولة، لا سيما وأن العديد من الشخصيات السياسية كانت تحلم بلقائها شخصيًا. في عام 1989، زارت بريجيت باردو مجلس الشيوخ، حيث أثار وصولها ضجة كبيرة و تغيب أعضاء المجلس عن الجلسات، حتى أن تشارلز باسكو خصص وقتًا من جدوله ليأتي ويحتضنها. جاءت لتتحدث معهم عن حماية الحيوان أثناء مناقشتهم مشروع قانون لتعديل قانون الريف. وفي المقابلات الاعلامية ، نفت أي نية للترشح على قائمة حزب الخضر في الانتخابات

ولدت باردو عام 1934 في العاصمة الفرنسية باريس، وحققت شهرة عالمية عام 1956 بفضل فيلمها «وخلق الله المرأة».

شاركت باردو في عشرات الأفلام الفرنسية والعالمية، ونجحت في تحقيق انتشار واسع خارج فرنسا في 8 مارس اذار 1965، وبينما كانت الممثلة الفرنسية بريجيت باردو في موقع تصوير فيلمها بمدينة كواوتلا جنوب المكسيك، عزف لها عازف الغيتار المكسيكي الشهير والتر ألفيرا مقطوعة موسيقية “اصبحت فيما بعد من روائع المعزوفات الموسيقية في العالم”. وفي عام 1973، أعلنت أيقونة الجمال اعتزالها التمثيل وهي في ذروة شهرتها، لتختم مسيرتها السينمائية بفيلمها الأخير «دون جوان 73». تخلت عن مسيرتها الفنية لتكرس حياتها لرعاية الحيوانات بعد اعتزالها كرست باردو حياتها للدفاع عن حقوق الحيوانات، وأسست مؤسسة «بريجيت باردو».

وأعلنت المؤسسة «ببالغ الحزن والأسى وفاة مؤسستها ورئيستها بريجيت باردو، الممثلة والمغنية العالمية الشهيرة التي اختارت التخلي عن مسيرتها الفنية المرموقة لتكريس حياتها وجهودها لرعاية الحيوان ودعم مؤسستها».