على ضفاف دجلة .. حين تحتضنها
عكاب سالم الطاهر
كان الاربعاء الماضي ، هو اليوم الثاني لوصولي إلى مركز محافظة صلاح الدين ، مدينة تكريت الجميلة. صباح ذلك اليوم ، وفي دار ضيافتهم العامرة ، قدم لي الشاب أنمار العلي إفطاراً متنوعاً. قدمه لي على طبق من محبته واحترامه وذوقه.
نهر دجلة
ولاني اريد تتبع مسار حياة الراحل الكبير صلاح عمر العلي ، منذ أن ولد في مدينة العلم قبالة تكريت على الجهة اليسرى من نهر دجلة ،
مرورا بعمله معلماً في الناصرية، عام 1961.. و ..1962 ، حيث التقينا هناك ، وربما انتهاءً بمقبرة تكريت حيث يرقد ، رحمه الله ، في رحاب الآخرة، بين يدي رب غفور رحيم.. ولاني كذلك .. تداولت مع العزيز أنمار حول جولتنا المرتقبة اليوم ، عندها قال :وضعت برنامج الجولة، وما عليك.. عمي العزيز إلاّ أن تتوجه للسيارة وبصحبتي.
.غادرنا دار الضيافة .. دار الصديق وليد العلي سوية. انا الان.. بمعية ودلالة الشاب ابو طيبة. تكريت مدينة جميلة هادئة.. الكثير من شوارعها وساحاتها تحت التطوير . لكن الانجاز بطيئ، يقول أهل المدينة الذين التقيناهم.
أعلمني الصديق انمار ، أن مدينة العلم تقع على الجهة اليسرى من نهر دجلة. لذلك عبرنا من الجهة اليمنى الى اليسرى من النهر. عبرنا من خلال جسر فسيح ثابت. سألت عن تاريخ تنفيذه.
وفي اي عهد؟. أجابني انمار: في عهد طاهر يحيى.. رئيس وزراء العراق ، منذ 18/11/1963ولبضع سنوات تلته. واعلمني بشيى غير قليل من عدم الرضا ، أن دجلة بين تكريت والشرقاط لا يوجد عليه جسر ، والمسافة لا تقل عن مائة كيلومتراً.
خبير ياباني
سيارتنا تسلك الضفة اليسرى من نهر دجلة. نطل على تكريت من جهة مدينة العلم.. ويظل هذا النهر يفصلنا..كما تقول الشاعرة الراحلة لميعة عمارة.. مع تصرف قليل بقولها . نتوجه شمالا عبر سدة تخترق أرضاً ، قال عنها خبير ياباني بأنها ارض خصبة جدا. العين تشاهد.. والاذن تسمع.. والقلم يدون .. والكامرة تلتقط. ماء دجلة يجري سريعا..
قلت للصديق انمار :
لو نصبت نواعير كنواعير هيت ،
هنا على ضفة دجلة .. لتدفق الماء
بغزارة..
توقفنا هنا.. وصورنا هناك.. امضينا ساعات بين دجلة وتكريت والعلم ، وعلى تخوم أراضي آل العلي ودورهم القديمة ، ومن بعضها حيث ولد صلاح.. قارب الوقت الساعة الواحدة.. السيارة تقلنا إلى حيث نتناول الغداء. العزيز ابا طيبة.. شكرا.. في زيارة قادمة نكمل لمشوار.