فرنسا تدعو إلى إتلاف مخزون الأسلحة الكيميائية السورية
أوربا تتحفّظ على المسار الذي رسمه الشرع بكتابة وصياغة الدستور
باريس - سعد المسعودي
زيارة لافتة قام بها وزير الخارجية الفرنسية جان نويل بارو ترافقه وزيرة الخارجية الالمانية أنالينا بيربوك إلى العاصمة السورية دمشق والتقيا قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، وهي أول زيارة لهما عقب سقوط نظام الأسد،
واستخدمت وزيرة الخارجية الالمانية بيربوك، طائرة نقل مروحية تابعة للجيش الألماني من طراز إيه 400 إم، وهبطت في مطار العاصمة دمشق, وتاتي هذه الزيارة نيابة عن منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس، وقاما الوزيران بيربوك وبارو إجراء محادثات مع ممثلي الحكومة الانتقالية السورية.
انتقال سلمي
وقبيل توجه وزير الخارجية الفرنسي الى دمشق على منصة إكس
«معا، فرنسا وألمانيا، نقف إلى جانب السوريين، في كلّ أطيافهم»، مضيفا أن البلدين يريدان «تعزيز انتقال سلمي وفعال لخدمة السوريين ومن أجل استقرار المنطقة , وأظاف «ستمثل هذه الزيارة رغبة فرنسا وألمانيا في الوقوف إلى جانب الشعب السوري بعد سقوط نظام بشار الأسد»
وأضاف أن «التبادلات الميدانية ستسمح للوزراء أيضًا بالعمل على الاستجابة لتحديات الأمن الجماعي، وفي المقام الأول مكافحة الإرهاب».
وكتب الوزير الفرنسي في منشور على إكس الجمعة «معا، فرنسا وألمانيا، نقف إلى جانب السوريين، في كلّ أطيافهم».
وأضاف أن البلدين يريدان «تعزيز انتقال سلمي وفعال لخدمة السوريين ومن أجل استقرار المنطقة
وأعلنت من جهتها الوزيرة الألمانية قبيل وصولها إلى دمشق أنها تسعى لمساعدة سوريا على أن تصبح «دولة قادرة على القيام بوظائفها وتسيطر بالكامل على أراضيها»، وذلك في بيان صدر قبيل زيارتها إلى دمشق
أكّد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو ونظيرته الألمانية أنالينا بيربوك الجمعة ضرورة تحقيق انتقال سلمي وجامع للسلطة في سوريا، خلال أوّل زيارة لمسؤولين غربيين على هذا المستوى إلى دمشق منذ سقوط الرئيس بشار الأسد، التقيا خلالها قائد الإدارة الجديدة أحمد الشرع.
واستقبل الأخير في قصر الشعب بدمشق، الوزيرين اللذين يقومان بهذه الزيارة بتفويض من الاتحاد الأوروبي. ويتولى الشرع الإدارة الجديدة منذ أطاح تحالف بقيادة هيئة تحرير الشام ذات التوجه الإسلامي التي يتزعمها، بحكم الأسد في الثامن من كانون الأول/ديسمبر.
وكتب الوزير الفرنسي في منشور على إكس الجمعة «معا، فرنسا وألمانيا، نقف إلى جانب السوريين، في كلّ أطيافهم». وأضاف أن البلدين يريدان «تعزيز انتقال سلمي وفعال لخدمة السوريين ومن أجل استقرار المنطقة».
وأكدت بيربوك في بيان قبيل وصولها أن «زيارتي اليوم، مع نظيري الفرنسي وباسم الاتحاد الأوروبي، هي رسالة واضحة موجهة إلى السوريين: إن بداية سياسية جديدة بين أوروبا وسوريا، وبين ألمانيا وسوريا، ممكنة».
وأضافت «بهذه اليد الممدودة، ولكن أيضا مع توقعات واضحة من القادة الجدد، نتوجه اليوم إلى دمشق».
وتابعت الوزيرة «نريد دعمهم في هذا المجال: في انتقال سلمي وشامل للسلطة، وفي مصالحة المجتمع، وفي إعادة الإعمار»، مؤكدة «سنستمر في الحكم على هيئة تحرير الشام بناء على أفعالها...على الرغم من شكوكنا».
وكتبت من جهتها مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي كايا كالاس في منشور على موقع إكس «اليوم بارو وبيربوك في دمشق، ممثلين عن الاتحاد الأوروبي وبالنيابة عني».
وأضافت «رسالتنا إلى القيادة الجديدة في سوريا: احترام المبادئ المتفق عليها مع الجهات الإقليمية وضمان حماية جميع المدنيين والأقليات أمر في غاية الأهمية».
وجال الوزيران في إطار زيارتها، في سجن صيدنايا الذي يشكّل رمزا لقمع السلطات خلال فترة حكم الأسد، بمرافقة عناصر من «الخوذ البيضاء»، حيث تفقدا الزنزانات وأقبية في السجن حيث كانت ظروف الاعتقال غير إنسانية وقُتل فيه العديد من المحتجزين تحت التعذيب، بحسب حقوقيين.
وتقدّر رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا أن قوات المعارضة حررت أكثر من 4000 سجين، وهي تقدر أن أكثر من 30 ألف سجين أعدموا أو قضوا تحت التعذيب أو من قلّة الرعاية أو الطعام في صيدنايا بين عامَي 2011 و2018.
توحيد البلاد
وتعهّد الشرع الذي يواجه تحدّي إعادة توحيد البلاد، حلّ كل الفصائل المسلحة من بينها هيئة تحرير الشام.
وأعلن نيته عقد مؤتمر للحوار الوطني لم يحدّد موعده ولا هوية المشاركين فيه، بينما قال إن إجراء انتخابات في البلاد قد يتطلب «أربع سنوات».
ودعا الشرع الذي كان يعرف بأبي محمد الجولاني مرار إلى رفع العقوبات التي فرضت على بلاده إبان حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد، بعد 13 عاما من نزاع تسبب بمقتل أكثر من نصف مليون شخص، وقسّم البلاد وأضعفها.
وكانت هيئة تحرير الشام تعرف باسم «جبهة النصرة» قبل فكّ ارتباطها بتنظيم القاعدة المصنّف «إرهابيا» من قبل معظم العواصم الغربية.
وزار بارو الجمعة السفارة الفرنسية في دمشق. وكانت فرنسا أرسلت في 17 كانون الأول/ديسمبر مبعوثين لدى السلطات الجديدة ورفعت علمها فوق سفارتها المغلقة منذ العام 2012.
وأعرب في تصريح من السفارة عن أمله بأن تكون سوريا «ذات سيادة ومستقرة وهادئة». وقال «قبل أقل من شهر، بزغ أمل جديد بفضل تعبئة السوريات والسوريين. أمل في سوريا ذات سيادة، مستقرة وهادئة»، مضيفا أنه «أمل حقيقي، لكنه هش».
وأوضح أن السفارة أغلقت بسبب «القمع الدموي الذي مارسه نظام بشار الأسد الإجرامي»، مشيرا الى أنه «في الأسابيع المقبلة، وبناء على تطور الأوضاع الأمنية، سنعمل تدريجا على إعداد الترتيبات اللازمة لاستعادة الحضور الفرنسي هنا في دمشق».
وأرسلت ألمانيا التي أغلقت كذلك سفارتها منذ العام 2012، مبعوثين في إلى دمشق في 17 كانون الأول/ديسمبر أيضا بهدف إقامة اتصالات مع السلطات الانتقالية التي تراقب خطواتها الأولى في الحكم بحذر.
- انتقال -
وشهدت سوريا في الأسابيع الماضية حركة دبلوماسية نشطة حيث استقبلت وفودا دبلوماسية عربية ودولية، وبدأت تخرج تدريجيا من عزلة فرضت عليها منذ قمع الأسد التظاهرات الاحتجاجية التي بدأت عام 2011.
ومع وصول السلطات الجديدة إلى الحكم، تبدلت السياسية الخارجية لدمشق التي كانت روسيا وإيران أبرز حلفائها، لكنها الآن أكثر قربا من تركيا وقطر وبدأت بفتح قنوات مع الغرب.
ومن المقرر أن تستضيف فرنسا في كانون الثاني/يناير اجتماعا دوليا حول سوريا، يأتي بعد اجتماع مماثل عقد في كانون الأول/ديسمبر بمشاركة وزراء ومسؤولين أميركيين وأوروبيين وعرب وأتراك.
وبدأ بارو زيارته بلقاء الزعماء الروحيين للطوائف المسيحية القلقة من إمساك حركة إسلامية التوجه بالحكم.ولفت مصدر دبلوماسي إلى أن «فرنسا ملتزمة بسوريا تعددية تُحترم فيها حقوق الجميع في إطار مواطنة مشتركة».
والتقى بارو كذلك في دمشق بممثلين عن المجتمع المدني الذي تعرّض خلال فترة حكم بشار الأسد للقمع.
وتكلّم بارو الخميس مع مظلوم عبدي، قائد قوات سوريا الديموقراطية التي يشكّل الأكراد عمودها الفقري، وناقش معه «الانتقال الجاري في سوريا»، وفق وزارة الخارجية الفرنسية.
ودعا وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو من دمشق الجمعة، الإدارة الجديدة في سوريا إلى التوصل لـ»حلّ سياسي» مع الأكراد الذين يسيطرون على مساحات شاسعة من شمال شرق البلاد.
وقال بارو خلال لقائه ممثلين عن المجتمع المدني السوري «ينبغي إيجاد حلّ سياسي مع حلفاء فرنسا الذين هم الأكراد لكي يتمّ دمجهم بالكامل في العملية السياسية التي تنطلق حاليا».
و دعا وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو الجمعة من دمشق إلى إتلاف مخزون الأسلحة الكيميائية السورية، خلال لقائه ممثلين عن المجتمع المدني السوري في إطار زيارة للقاء السلطات الجديدة.
وقال بارو إن «سوريا ذات سيادة وآمنة لا تترك أي مجال لانتشار أو تفشي أسلحة الدمار الشامل، أو الأسلحة الكيميائية التي امتلكها نظام بشار الأسد الإجرامي»، مضيفا أنه سيسأل السلطات الجديدة أن «تطلب دون تأخير من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية» لأن تعمل على «إتلاف مخزون الأسلحة الكيميائية».
كما دعا بارو ، الإدارة الجديدة في سوريا إلى التوصل لـ»حلّ سياسي» مع الأكراد الذين يسيطرون على مساحات شاسعة من شمال شرق البلاد.
وقال بارو خلال لقائه ممثلين عن المجتمع المدني السوري «ينبغي إيجاد حلّ سياسي مع حلفاء فرنسا الذين هم الأكراد لكي يتمّ دمجهم بالكامل في العملية السياسية التي تنطلق حاليا».
والتقى بارو في مستهل لقاءاته رجال دين مسيحيون ومنهم البطرياك «يوحنا العاشر « وناقش معهم ضرورة دعم سوريا الموحدة من خلال اشراك كل الطوائف والمكونات في الحكومة المقبلة في سوريا دون تهميش اي مكون من المكونات والاقليات السورية , كما التقى بارو في مبنى السفارة الفرنسية بدمشق مجموعة من هيئات منظمات المجتمع المدني وصحفيون وناشطون سوريون سبق وان دعمتهم فرنسا ماديا ومعنويا .
وتعود فرنسا دبلوماسيا الى سوريا بعد غياب «11» عاما فرضتها ظروف الثورة السورية ويذكر ان فرنسا اول دولة اوروبية دعمت الثورة السورية وفتحت لها سفارة للمعارضة وعينت «المعارض منذر ماخوس « سفيرا للائتلاف السوري المعارض .وتريد فرنسا من خلال دعمها الى مواصلة محاربة تنظيم داعش وملاحقة الاشخاص السوريين الذين قاموا بارتكاب جرائم حرب وتعذيب ضد المدنيين ,كما تريد فرنسا ومعها الاتحاد الاوروبي الى استقرار سوريا ومساعدتها في اعادة البناء والحاقها في المجتمع الدولي واقامة انتخابات لتسليم السلطة بشكل سلسل وشفافا وديمقراطي وان لايتكرر بها سيناريو ليبيا .كما كرر وزير الخارجية الفرنسي لاحمد الشرع بان فرنسا تعرض على ادارة سوريا الجديدة تقديم المساعدة الفنية والقانونية لصياغة الدستور
«زيارة سجن صيدنايا»
ثم قاما الوزيران بزيارة «سجن صيدنايا» سيئ السمعة في سوريا، بعد حوالي أربعة أسابيع من الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد.
واطلعت الوزيران على ظروف السجن القريب من العاصمة دمشق من قبل ممثلي منظمة الحماية المدنية السورية «الخوذ البيضاء»ويعتبر سجن صيدنايا من أسوأ السجون العسكرية سمعة منذ عهد الرئيس بشار الأسد. وفي اللغة الدارجة كان يطلق عليه اسم «المسلخ»
ومنذ عام 2011 وثّق نشطاء حقوق الإنسان عمليات إعدام جماعية ممنهجة وتعذيب واختفاء لآلاف السجناء هناك.
وبعد وقت قصير من سقوط بشار الأسد، وضعت باريس عدة شروط للاعتراف بالسلطات السورية الجديدة، تحت سيطرة الإسلاميين المتطرفين، الذين كانوا مرتبطين سابقا بتنظيم القاعدة. ومن بين هذه الشروط احترام الأقليات، وشمول مختلف مكونات المعارضة السورية في الحكومة، ومكافحة الإرهاب الجهادي.
وكانت هذه المتطلبات الثلاثة في قلب هذه الزيارة الفرنسية الألمانية. وفيما يتعلق باحترام الأقليات، فقد أصدرت السلطة السورية الجديدة العديد من التصريحات المطمئنة، وبعد شهر من توليها السلطة، لم تسفر حقبة ما بعد الأسد عن تصفية الحسابات على نطاق واسع. ومع ذلك، يبدو القلق واضحاً بين بعض العلويين، الطائفة التي ينتمي إليها الدكتاتور السابق، وأحياناً بين المسيحيين. وسيدرك الوزيران ذلك من خلال لقائهما بقادة الكنائس المسيحية.
أما بالنسبة لشمولية الفصائل السورية في الهيئات الحاكمة، فهي غير موجودة. وتتكون الحكومة بالكامل من أعضاء هيئة تحرير الشام، وهو التحالف الإسلامي الذي شن الهجوم الخاطف الذي أدى إلى سقوط الأسد. أما جماعات المعارضة الأخرى – التي دعمتها باريس على وجه الخصوص منذ فترة طويلة – فقد تم استبعادها من الحوار الوطني الذي سيعقد قريباً في دمشق.
وفيما يتعلق بالحرب ضد الإرهاب، هناك سبب للقلق بشأن تجاوزات الجماعات الجهادية التي لا تستطيع هيئة تحرير الشام السيطرة عليها. من ناحية أخرى، لدى فرنسا مخاوف كبيرة بشأن مئات أو نحو ذلك من الجهاديين الفرنسيين الذين قاموا بتوزيعهم على البرية بعد تحرير دمشق، بعد مغادرتهم إدلب. سيتعين على محمد الشرع أن يقدم ضمانات لجان نويل بارو، كما فعل مع المملكة العربية السعودية والأردن، على وجه الخصوص، اللتين تشعران بالقلق أيضًا بشأن عودة الجهاديين.
وفي ما يتعلق بالمرحلة الانتقالية، على المسؤولين الفرنسيين والألمان إبداء تحفظاتهم على المسار الذي رسمه الشرع الذي تحدث في مقابلة عن الانتخابات وصياغة الدستور في نحو «ثلاث أو أربع سنوات». يعتبر الكثيرون أن التأخير طويل جدًا، مع وجود خوف واحد في الاعتبار: أن تستغل السلطات الجديدة هذه السنوات الأولى في السلطة لتعزيز سيطرتها على سوريا، بعيدًا عن وعود الانفتاح التي قدمت في البداية.
من جانبه، طالب أحمد الشرع بأن رفع العقوبات التي لا تزال مفروضة على سوريا من شأنها أن يسمح للسلطة الجديدة بالاستجابة بشكل إيجابي لهذه المطالب.
وأعلنت من جهتها الوزيرة الألمانية قبيل وصولها إلى دمشق أنها تسعى لمساعدة سوريا على أن تصبح «دولة قادرة على القيام بوظائفها وتسيطر بالكامل على أراضيها»، وذلك في بيان صدر قبيل زيارتها إلى دمشق.
ومن المقرر أن يزور الوزيران سجن صيدنايا الواقع في محيط العاصمة، والذي شكّل رمزا لقمع السلطات خلال فترة حكم بشار الأسد، قبل أن يلتقيا الشرع.
من جانبها أعلنت الخارجية الألمانية أنها تريد مساعدة سوريا على أن تكون «دولة قادرة على القيام بوظائفها».
وقالت بيربوك التي ستنضم إلى نظيرها الفرنسي في سوريا، إنه رغم «الشكوك» حيال هيئة تحرير الشام التي تقود تحالفا من فصائل معارضة أطاحت الرئيس بشار الأسد مطلع كانون الأول/ديسمبر، «علينا ألا نضيع فرصة دعم الشعب السوري في هذا المنعطف المهم..