أهوار الحويزة حمايتها مسؤولية تضامنية .. محلية دولية

جمعة الدراجي

يتطلع سكان الأهوار إلى تغيير الوضع القائم إلى التغيير المنشود بما يصطلح عليه التحولات المائية المطلوبة وتأمين مصادر الإيرادات الممكنة لتمويل الجريانات البيئية التي تعزز فرص التنمية المستدامة لفوائد المجتمعات المحلية وان الفرص الاقتصادية في هذه المناطق ( سوبر أعمال ) ليست محدودة بقدر ما أنها ممتدة إلى تنشيط النمو الاقتصادي للمجتمع بشكل عام، وبذلك تكون هناك مسوغات تشجع على التغيير المنشود من حالة الجفاف إلى الانعاش في المناطق الرطبة والأهوار . وتعديل قائمة الحوافز لتشجيع الأطراف التي تمتلك مفاتيح الجريانات المتجه الى الأراضي العراقية والتي تشكل 70 بالمئة من الواردات المائية القادمة من دول الجوار المائي٬ اما على الصعيد المحلي ان تشغيل النظام المائي في العراق يتطلب تنمية النسبة المتبقية من الإيرادات المائية وتقدر 30بالمئة وهذه النسبة ليست من الحكمة التفريط بها دون التوجه لاستدمتها ببنية تحتية تعنى بتوسعة الغلة بحصاد مياه محلية متطور  و بتقنيات حديثة لتسليك وتمرير اغلب التساقط المطري والسيول لتعظيم الواردات المحلية من المياه إلى السدود الخزنية ، ونظام تشغيلي بتوزيع عادل ومنصف من الشمال الى الجنوب دون الاستحواذ على القسم الأكثر عند أعالي المصادر لمراعاة مناطق الذنائب ذات السعة السطحية والاستهلاك الأعلى والتبخر الشديد لارتفاع درجات الحرارة. ليكون التوزيع اتحادي حسب المادة 114 الفقرة سابعا من الدستور العراقي. ان النظام الهايدروليكي في العراق مكمل بعضه البعض الآخر حيث ماوجد التراجع هناك تعزيز من مصدر آخر وهذا معمول به منذ آلاف السنين وقد ذكر وليام ويلكوكس عراب مشاريع الري في العراق الذي استقطبته الدولة العثمانية سنة 1908 لإصلاح نظام الري في العراق وقد قال :( إقتفيت اثر الإنسان العراقي القديم باقتراح المشاريع والسدود وإنشاء القنوات المائية ) ففي شمال بغداد ممكن ان نزود دجلة من مياه الفرات حسب الطبيعة الطبوغرافية لانحدار مستوى سطح الأرض باتجاه حوض نهر دجلة وفي الجنوب بغداد ممكن تزويد حوض الفرات من مياه دجلة وهو ما حدث فعلا فهناك قناة من الفرات بالقرب من حديثة ممكن تزويد نهر دجلة منها بينما الان نعزز نهر الفرات من دجلة بالواسطة من الثرثار ، في حين جنوب بغداد ينساب نهر الغراف من دجلة عند مقدم سدة الكوت باتجاه حوض الفرات اما بالنسبة إلى الأهوار يمكن القول ان أهوار البصرة قد تكون آخر المعاقل الاهوارية ممن تتأثر بالجفاف لأنها ممكن ان نسلك لها المياه من خلال الظاهرة الكونية ( المد والجزر ) على ان تلتزم الجارة ايران  بإيرادات معقولة من نهر الكارون بما هو عليه الان على اقل تقدير لنحصل على مياه عذبة مزاحة بطاقة المد باتجاه شمال البصرة بواسطة تلك الظاهرة لتسليكها بجريان طبيعي سيحي او بالواسطة لتزويد اجزاء كبيرة من أهوار البصرة .

هيئة عامة

وهذه إجراءات محلية ممكنة قابلة للتنفيذ  ، إذ قامت وزارة الموارد المائية اخيرا بتزويد الأهوار بالمياه من محطة الضخ المنصوبة على السدة القاطعة بين قضائي الجبايش والمدينة من قبل الهيئة  العامة لتشغيل مشاريع الري والبزل/ مديرية الموارد المائية في ذي قار، لتعزيز التصاريف الداخلة الى نهر الفرات والاهوار الوسطى في قضاء الجبايش٬ لكن على الحكومة التنسيق مع الجارة ايران  لتؤمن جريان نهر الكارون. و الحديث عن التكامل المائي بين الأحواض المائية العراقية ممكن تزويد الأهوار الوسطى الفائض من الأهوار الشرقية عند ناظم الكسارة جنوب مدينة قلعة صالح . وما تزال الحكومة تعمل بالإجراءات الداخلية اللازمة دون تدويل قضية عطش العراق المنزلق إلى خطوط بيانية قفزت مؤشراتها فوق مستوى الحراك الحكومي ، وما زال السكان في هذه المناطق ينتظرون ايجاد حلول حكومية إلى بيئة الأهوار.

ان حماية بيئات الأهوار مسؤولية تضامنية تشترك بها كافة الجهات المعنية ابتداءً من الأسلاف التي تقطن الأهوار وهم السكان الأصليين لهذه المناطق ومن ثم إلى المؤسسات القطاعية وزارة البيئة والزراعة و الموارد المائية والجهات الساندة الأمنية والقضائية والجهات الرقابية صحافة ،مجتمع مدني، لحماية مكون هور الحويزة والمواقع الرطبة الأخرى  وفق مسؤولياتها القطاعية من توجه بعض الوزارت او الشركات بل حتى الأشخاص للاستثمار في منخفضات الأهوار وهي محميات طبيعية مصانة وفق اتفاقيات دولية مثل اتفاقية حماية التنوع البيولوجي لسنة 1992 وهي صك قانوني يدعو الى الحفاظ على التنوع البيولوجي باعتباره الخزين الجيني ارث للأجيال الحالية والقادمة لا سيما وان هور الحويزة الغني بالتنوع البيولوجي وفيه اجود أنواع الأسماك وأندر الحيوانات البرمائية ، وقبلة لمجاميع أنواع الطيور المهاجرة واهم منخفضاتها هور ام انعاج وهو مسطح مائي طبيعي  مشترك بالجزء الأكثر مساحة يكون عراقي و الأقل يتبع  الجارة ايران ومنها يتزود الهور من نهر الكرخة ومجاري الخفاجية ونيسان وكذلك انهار الطيب والدويريج الأخيرين يصبان مباشرة بهور السناف المرتبط بالحويزة ،بينما تتزود تلك المجموعة من  الأهوار من نهري المشرح والكحلاء وينتهي الجريان فيهما عند القنوات الفرعية المتجهة إلى الأهوار للاستخدامات الزراعية وفي أحيان كثيرة يشح فيهما الجريان البيئي المستدام .

وهنا اود الإشارة الى ان استمرار جريان الكارون جاء بمقتربات العقد المبرم بين الطرفين لإنشاء سكة حديد ( محمرة - كربلاء ) لذلك أدعو ممن لديهم صلة بالقرار المائي ان يقترحوا الحلول المناسبة لمعالجة شحة المياه وجفاف هور الحويزة خسارة بيئية واقتصادية واجتماعية كبيرة جدا لا تعوض وهناك الكثير من الأوراق لدى العراق يمكن من خلالها النفاذ إلى ترتيب الأوراق والأفكار باستخدام دبلوماسية المياه وحسن الجوار والمواقف السياسية والتحالفات الإقليمية والتبادل التجاري وحركة المنافذ البرية ومنفذ الشيب المحاذي لأهوار الحويزة وهناك العديد من البدائل المتاحة التي يمكن اللجوء إليها بصورة عملية في الحصول على مياه مستدامة الجريان إلى الأهوار الشرقية.