إرتفاع منسوب التصعيد بين واشنطن وطهران بعد الهجوم الأمريكي
العراق يدين ضرب منشآت إيران النووية وسط دعوات دولية للتهدئة
بغداد - قصي منذر
دانت الحكومة العراقية، الهجمات التي طالت منشآت نووية داخل ايران، محذّرة من أن التصعيد العسكري المتسارع في المنطقة ينذر بانفجار واسع النطاق يهدد أمن الشرق الأوسط والعالم، فيما دعت الحكومة إلى التهدئة الفورية وفتح قنوات دبلوماسية عاجلة لنزع فتيل الحرب. وقال المتحدث باسم الحكومة باسم العوادي في بيان تلقته (الزمان) أمس إن (الحكومة تعرب عن بالغ قلقها وإدانتها لاستهداف منشآت نووية داخل أراضي ايران)، وأضاف إن (هذا التصعيد العسكري يُمثّل تهديدًا خطيرًا للأمن والسلم في منطقة الشرق الأوسط، ويعرّض الاستقرار الإقليمي لمخاطر جسيمة)، وتابع إن (العراق يؤكد رفضه المبدئي لاستخدام القوة في العلاقات الدولية، ويدعو إلى احترام سيادة الدول، وعدم استهداف منشآتها الحيوية، ولاسيما تلك التي تخضع لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتُستخدم للأغراض السلمية)، مشدداً على إن (الحلول العسكرية لا يمكن أن تكون بديلًا عن الحوار والدبلوماسية، وأن استمرار هذه الهجمات من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد خطير ستكون له عواقب تتجاوز حدود أي دولة، وتمسّ استقرار المنطقة والعالم)، ومضى العوادي إلى القول إن (الحروب لا تترك خلفها سوى الدمار، وأن مسؤولية القوى الكبرى والهيئات الأممية يجب أن تنصب على تجنيب العالم مزيداً من الأزمات، وليس إشعالها)، ولفت إلى إن (العراق يدعو من منطلق مسؤوليته إزاء السلم والاستقرار الإقليمي والدولي، إلى التهدئة الفورية، وفتح قنوات دبلوماسية عاجلة لاحتواء الموقف، والعمل على نزع فتيل الأزمة، بما يضمن الأمن المشترك). وكشف مصدر مطلع، عن إن اجتماعاً موسعاً سيُعقد بحضور رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، ومشاركة قيادات الإطار التنسيقي وائتلاف إدارة الدولة، لبحث التصعيد الإقليمي بعد الضربات التي استهدفت مواقع نووية إيرانية. وأوضح المصدر إن (الاجتماع ناقش توحيد الموقف العراقي إزاء الأزمة، وتحديد تدابير لحماية البلاد من تداعيات المواجهة بين إيران وإسرائيل، ولاسيما مع دخول الولايات المتحدة على خط الصراع)، وتابع إن (الهدف من الاجتماع كان لتوحيد الخطاب الرسمي مع دول المنطقة للضغط باتجاه وقف الحرب عبر مجلس الأمن الدولي). وشهدت بغداد، وقفة تضامنية حاشدة نظمتها رابطة علماء بغداد نصرةً لايران ضد العدوان الإسرائيلي، بمشاركة نخبة من العلماء والمواطنين. وأكد المرجع جواد الخالصي خلال الوقفة إن (المعركة الحالية ليست معركة حدود بل معركة هوية ورسالة، تجمع الأمة في وجه الطغيان الصهيوني وأدواته). وفي ميسان، تظاهر الآلاف من انصار التيار الصدري، في مدينة العمارة ومحافظات أخرى، رفضًا للعدوان الإسرائيلي الأمريكي على إيران، استجابةً لدعوة رئيس التيار الوطني الشيعي مقتدى الصدر. وأعلنت السفارة الأمريكية في بغداد، إخلاء عدد إضافي من موظفيها من العراق، في إطار الإجراءات الاحترازية نتيجة تصاعد التوترات الإقليمية عقب تدخل الولايات المتحدة في الحرب الإسرائيلية الإيرانية. وطالبت طهران بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن دون أي تأخير، للنظر في العمل العدواني الواضح وغير القانوني الأمريكي. من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في تصريح أمس إن (طهران ستدافع عن نفسها بكل الوسائل اللازمة بعد الضربات الأمريكية على مواقع نووية). وأعربت دول خليجية في بيانات منفصلة أمس عن (قلقها من الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية)، محذّرة من (تداعياتها، وضرورة خفض التصعيد). كما اعربت تركيا أمس عن (قلقها الكبير حيال التداعيات المحتملة للضربات الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية في إيران .(بدورها ابدت فرنسا، قلقها من الضربات الأمريكية على مواقع نووية إيرانية. ودعت في بيان أمس (جميع الأطراف إلى ضبط النفس لتجنب التصعيد). كما نددت روسيا بشدة بالضربات الأمريكية التي وصفتها بغير المسؤولة على مواقع نووية في إيران. وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في وقت سابق، إن منشآت التخصيب النووي في طهران دُمّرت بالكامل بعد سلسلة ضربات، على وقع اليوم العاشر من الحرب بين إيران وإسرائيل، محذرا طهران من المبادرة للرد. في تطور، أعلن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث، إن الضربات الأمريكية على مواقع إيرانية خلال الليل دمرت برنامج طهران النووي. وقال في تصريح أمس إن (الرئيس ترامب يسعى لإحلال السلام).