عشرون عاماً والعراق لا يزال

سامي الزبيدي

 

عشرون عاماً والعراق لا يزال                                                                       

مقطَع الأوصال  

تفتك به الأهوال  

تعصف به الأحوال

عشرون عاماً والعراق

من احتلال لاحتلال   

عشرون عاماً والعراق

 ينخره الفساد    

ينهكه الظلم والاستبداد

يسرقه الأوغاد

وجوقة الحواشي الأرذال

عشرون عاماً والعراق فاقد سيادة

وفاقد الهيبة والجلال   

 فقادة الأحزاب 

معاول الفساد والخراب

ما فيهم من يخبر القيادة

أو يحمل العلم أو الريادة

ولا فيهمُ من يشبه الرجال في الأفعال 

عشرون عاماً والعراق

في قبضة الطغاة والبغاة

والقتلة الجناة

همهم الكرسي المصون

والسلطة والنفوذ والمجون

والبذخ والإسراف والتجوال

والسكنى في القصور

وفلل البغاء والفجور

والجمع للأموال

عشرون عاماً والشعب

ضحية لساسة كذبوا عليه

وأنكروا الوعود والأقوال

وضحية الحروب والقتال

والموت والاغتيال

 والفقر والجوع والإذلال

 والسجن والاعتقال

فمل منه الموت ومله السؤال

عشرون عاماً والعراق

أصبح  كالهشيم والأطلال

فالجهل أنشب ظفره

 وامتد عرضاً واستطال

والسذج العوام

خُدعوا بما يروى وما يُقال

فصدقوا الخرافة

وكذبة المعمم الدجال

فاغشاهم الظلال

والعلم بات من المحال      

عشرون عاماً

وشبابنا ضحية البطالة  

وضحية المخدرات

واللهو والانحلال

 ملوا التظاهرات

والاعتصامات

والنوم في الفلاة

وملوا الوعود والآمال

والحاكم المصون

غارقُ في الدلال

يشغله المنصب والمغنم

والسحت والحرام والأرذال

والكتلة الأكبر والهبرة الأكثر

ونسبة العمولة في الصفقات

وحصة الدَلال

عشرون عاماً وشعبنا

قد فقد الهوية

وروحه الوطنية 

فأبدلوها طائفية

وضاع بالجهل وبالأمية 

وفي المناكفات والجدال

عشرون عاما والعراق                           

غارقُ في الأوحال والازبال

 نتيجة الفساد والإهمال

وحاله أسوأ حال

والقائد الفاسد والفاشل لا يبال

 عشرون عاماً والعراق لا يزال

ألعوبة بيد الجهال