السرقات الأدبية
حسين الصدر
-1-
بكل صلفٍ ووقاحة يعمد بعضهم الى سرقة نتاج بعض الشعراء والكتاب وينسبه الى نفسه .
-2-
ومن القضايا المهمة التي تذكر في هذا المضمار قضية القصيدة التي نظمها عمر أبو ريشه بمناسبة عيد الاستقلال ، وهي من عيون الشعر .
وكان يوماً شديد البرد ولم يكن لعمر أبو ريشه الاّ بذلة بالية ، وحين اقترب موعد الاحتفال وأراد التوجه اليه وجد ( بنطلونه ) بحاجة الى الإصلاح فأرسله الى (المكوي) .
وعثر صاحب المكوي على قصيدة – وكان ممن يدعي قول الشعر – فاستهوته .
ولما ضاق وقت الشاعر عمر أبو ريشه طلب بذلته من المكوي فامتنع من التسليم الاّ بعد أنْ يقبض الأجرة ورغم الحاح الشاعر على المكوي إرجاء الدفع الى الغد لم يفلح .
وانطلق المكوي الى الحفل ، فألقى القصيدة على الناس ، وعمر أبو ريشه يستمع .
وفي صباح اليوم الثاني نشرت الجرائد صورة المكوي وقصيدته المنتحلة ونبأ إعطائه جائزة حكومية ووساما !!
-3 –
وعمد أحدهم الى مقالة من مقالاتنا فنشرها في صفحته وكأنها من بنات أفكاره ولم يشر من قريب او بعيد الى كاتبها الأصلي .
فاضطررنا الى كتابة ( توبيخ ) له على فعلته المنكرة .
-4-
وكما ان عمليات السطو على الأموال مستمرة من قبل السّراق واللصوص فكذلك عمليات السرقة من الكتب والأشعار مستمرة أيضا – للأسف الشديد- .
ولقد أحسن الأديب القائل :
لصان لم يُرَ في السُّراق مثلهما
عليهما الحدُ والتعزيرُ قد وجَبَا
لص يصول على الأموال يسرقها
سراً وآخر جهراً يسرقُ الكُتُبا