الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
أدب الأطفال والمجلات الأدبية..  أهمية الإرتقاء بالوعي والثقافة والتربية


أدب الأطفال والمجلات الأدبية..  أهمية الإرتقاء بالوعي والثقافة والتربية

عصام البرام

 

يشكل الاهتمام بأدب الأطفال والمجلات الأدبية المخصصة لهم، دوراً محورياً في تنمية وعي وثقافة وتربية الأطفال، وبحكم التطورات الحديثة التي تصاحب الثورة التكنولوجية الاتصالية، وسعة أنتشاروسائل ومواقع التواصل الاجتماعي بكثرة بين شرائح المجتمع بكل أعماره، لذا   ينبغي الانتباه الى حقيقة اساسية غاية في الدقة، للنظر الى الاجيال الحالية واللاحقة، في كيفية التخطيط لأدب الأطفال ولبرامج وكتابات من قصص ومجلات أدبية خاصة للأطفال أو اليافعين، وكذلك من هم في سن اكبر بقليل من ذلك، من خلال وضع خطط آنية ومستقبلية تواكب المرحلة الراهنة وما بعدها، وتجعل نصب اعينها بأهمية ما يناسب كل مرحلة عمرية، وبما يرتقي الى الوعي الوطني وبناء الهوية الوطنية للاطفال والشباب، ونحن نعيش مرحلة فيها جملة من التحديات والصراعات والغزو الفكري الذي يضرب عالمنا المعاصر والمستقبلي.

وعليه تقع على الجميع مسؤولية مجتمعية يشارك فيها الجميع؛ بدءً من الدولة المتمثلة بوزارات التربية والثقافة والإعلام والتخطيط  الى الجامعات والمؤسسات التربوية ومنظمات المجتمع المدني، فضلاً الى دور الاسرة، وهنا لابد من الاشارة الى بعض النقاط التي تعزز دور البناء الثقافي والتربوي للأطفال وبناء شخصيتهم التي تاتي من خلال؛ التشجيع على القراءة المبكرة، إذ يمكن للأهل والمعلمين في المراحل الأولى من التعليم بالخصوص، تشجيع الأطفال على القراءة والاهتمام بقراءة القصص والأشعار الوطنية والتاريخية لهم وبانتظام، ويكون اختيار كتب تناسب أعمارهم واهتماماتهم، خاصة في المراحل الاولى من حياتهم المبكرة بدور الاطفال (الروضة).

إن أختيار المحتوى المناسب للمواضيع التي تُكتب، ينبغي لها أن تكون تحت لجان علمية نفسية وأدبية ، أضافة الى انتقاء الكتب التي تحتوي على قيم ومعلومات مفيدة ومقبولة اجتماعياً، مثل قصص تعليمية تعزز القيم في الصداقة، والتعاون، واحترام الآخرين..الخ.

تطوير مهارات

إذ يمكن تعزيز تفاعل الأطفال مع القصص من خلال النقاشات حول القصص والشخصيات والرسائل التي تحملها، مما يساعد هؤلاء الأطفال على تطوير مهارات التفكير النقدي لديهم، والتعبيرعن الذات، وبناء لغة عربية سليمة، وبالتالي يساعدنا الى اكتشاف المواهب المبكرة لديهم أو المساعدة على تفجير الطاقات لديهم في الكتابة.

كما يمكن أيضاً تنظيم أنشطة مثل مسابقات القراءة والكتابة، وورش عمل لكتابة القصص، والعروض المسرحية التي تستند إلى الكتب ومطالعتها، وهذا الجانب خاصة ما يتعلق بدور حضانة الاطفال والمدارس الابتدائية والثانوية، إذ يمكن أن تزيد من اهتمام الأطفال بالقراءة وتعزز فهمهم للمحتوى، وتقرب الصورة بكل أبعادها للمحتوى المقروء، لنكتشف مبكراً بوجود أطفال غاية في الذكاء بما يتمتعون به من قدرات بالكتابة والفن والعلوم الأخرى، وذلك من خلال ما رسمنا وخطط اليه.وبحكم التطور السريع الذي يصاحب الحياة،لابد من استثمار التكنولوجيا الحديثة وتنوعها، مثل تطبيقات القراءة الإلكترونية والكتب المصورة العلمية والادبية، فهي يمكنها أن تجذب الأطفال نحو القراءة ويجعلها أكثر تفاعلية ومتعة، كما يفعّل لديهم بطرح الاسئلة والتفاعل الفكري معها.ولاشك أن دعم الاطفال بالمشاركة في المكتبات والمعارض ومسرح الطفل، وتشجيعهم على زيارة المكتبات والمشاركة في معارض الكتاب الدورية أو السنوية وأصدار المجلات الدورية، مما يمكنهم استكشاف مجموعة واسعة من الكتب والمجلات الأدبية الموجهة للأطفال، وتقربهم بالشخصيات التأريخية ومنهم العلماء والكتاب الكبار، ليخلق لديهم حالة من التماهي والاقتداء بهم فضلا عن الزهو النفسي الذي يخلق لديهم بروح الأمة وشخصياتها وتأريخها وتراث أمته المشرف.

إن تعليم الأطفال ودفعهم الى معرفة قيمة الكتاب والكُتب له من الاهمية الكبيرة، ويبدأ ذلك من الأسرة أولاً ثم مؤسسات الدولة الأخرى، وبذلك يعزز أهتمام الأطفال على معرفة أكبر بأهمية الكتاب كمصدر للمعرفة والعلم والتسلية والمتعة، أضافة الى إنه سيحفز عادة القراءة باستمرار منذ الصغر، لذا من المفيد أن تكون في البيوت والمدارس، أن تجعل لها مكتبة، حتى وإن كانت بسيطة ومتواضعة، تحت مرأى ومتناول الأطفال والشباب من الطلبة على أن تحتوى بما يخدم الأدب والمنطق والعلم والتربية، وكلما أدركنا أهمية الكتاب ودوره المعرفي والفاعل، علينا ان نحسن الاختيار للكتاب الأفضل والأهم.كما أن دعم الكتّاب والمبدعين في مجال أدب الأطفال ضرورة عالية الأهمية والقدر، كونهم يشكلون نقطة مهمة في بناء الجيل الجديد، كما هو الحال في  تعزيز صناعة أدب الأطفال من خلال دعم الكتّاب والفنانين والناشرين المتخصصين في هذا المجال يساهم في تطوره وتنوعه.

أن تطبيق ورسم الاستراتيجيات في عالم أدب الاطفال، يمكن تحسين الوعي والارتقاء بالثقافة والتربية عند الأطفال، مما يؤدي إلى بناء جيل مثقف وواعي يعي مسؤوليته ومهامه وادراك التحديات التي تحيط من حوله، فهو سلاح فكري لا غنى عن السلاح المادي.

 


مشاهدات 173
الكاتب عصام البرام
أضيف 2025/01/17 - 11:37 PM
آخر تحديث 2025/01/23 - 5:17 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 238 الشهر 10677 الكلي 10290642
الوقت الآن
الخميس 2025/1/23 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير