تداعيات إنتخابية
نوفل الراوي
العراقيون معروفون بولعهم في تناقل ( النكات ) فيما بينهم لأهداف متعددة .. منها التنمر على الضعفاء ، و التهكم ، والسخرية من الآخرين لغرض مقصود منه الاستهزاء و التقليل من شأن الآخرين.. هذا يستجد و يتكرر في كل مناسبة ما او ظرف ما يمر عليهم في يومياتهم ..
هذه الأيام دارت مخيلة الشامتين ، ووجهت أصابع السخرية نحو الحملة الانتخابية التي عشنا ظروفها و ما زلنا في خضمها حيث إن (الماكنة التهكمية) لم تتوقف بعد طالما أن جراح الملكومين من نتائج الاقتراع لم تبرد بعد .. بل مما يساعد على انتشار تلك التهكمات وسائل التواصل الاجتماعي التي يمكن لها ( برمشة) عين أن تضعنا أمام الوان شتى من النكات و التهكمات و صور الاستهزاء ( بفئة قليلة) من المرشحين .. وقطعا ليس الكل مشمول بذلك الخطاب التهكمي ..
ومما يتداول باستهزاء أن أكثر من مرشح فشل في تحقيق خمسة اصوات .. بل تنقل بيانات المفوضية أن هناك مرشحين لم يتمكنوا من الحصول على أكثر من صوتين .. صوته وصوت زوجته فقط!! ..
مرشحة اخرى لم تجد ضيرا في محاسبة ( قريتها) التي أوصلت لها الكهرباء و بعد خســـــــــــارتها الانتخابات قررت سحب المولدات و معاقبة القرية التي لم تمنحها أصواتها مقابل ( التنعم بالكهرباء ) !! ..
آخر قرر أن يهاتف أنصاره و ركائزه و ( اهل الشوارب) الذين وعدوه بالاف الأصوات.. و طلعت وهم ..؛ لذا لجأ إلى مطالبتهم باثمان ( الثريد و صواني القوزي) ورزم المبالغ التي دفعها لهم و ولم يحصد سوى خيبته ..
آخر قرر إعلان براءته من العشيرة التي لم تف عهدها له ..والانزواء بمنأى عن وجع الرأس!!
آخر كان يحلم بمنصب رئيس حكومة فما فوق .. وله تصريحاته النارية .. عقب الانتخابات لم يقل الا جملة واحدة ( أن المعركة مستمرة ) .. اكيد يقصد معركة الكراسي!! ..
وتستمر مثل هذه المواقف .. بالتأكيد لن استطيع نقلها كلها ؛ لكن أملي كان أن ألقى راشدا.. عاقلا .. يحلل ما جرى بعقلانية ، و يعمل بكل همة لتجاوز الواقع المرير الذي خلفته هذه الانتخابات و الاستفادة من أخطائها وهو عازم الدخول في جولات قادمة.