جهود أمنية وأكاديمية متواصلة لمواجهة الأزمة

خبراء يناقشون تحدّيات الإدمان الرقمي وتداعياته على المجتمع

بغداد -  ابتهال العربي

نينوى- حمدية الراشدي

احتضنت جامعة النور في محافظة نينوى، ندوة علمية نظمها قسم الإعلام الرقمي في كلية الآداب، تحت عنوان الفضاء الرقمي: سلاح مقاوم أم مروج للإدمان، بمشاركة باحثين ومتخصصين في مجالي الأمن والصحة، بحضور شخصيات حكومية وأكاديمية، وعدد من الأساتذة والطلبة في الجامعة. وادار الجلسة التدريسي في الكلية، كرم مظفر جاسم، إذ اكد ان (الفضاء الرقمي اصبح ساحة مفتوحة أمام الشباب، يحمل فرصاً كبيرة للتواصل، وبناء الوعي والمقاومة الفكرية، لكنه قد يتحول في المقابل إلى مصدر خطر حقيقي إذا أسيء استخدامه).

جرائم الكترونية

مشيراً إلى (أهمية أن تكون الجامعة منصة للحوار العلمي، متعدد التخصصات، تسهم في بناء وعي جماعي قادر على مواجهة تحديات العصر الرقمي)، من جهته استعرض العقيد حازم من الشرطة المجتمعية بحثاً بعنوان الجانب الأمني بحق المدمن والمروج، تحدث فيه عن (خبرته الميدانية في محافظة نينوى)، وبين ان (الإدمان الرقمي لا يقتصر على أضرار فردية، بل يمتد ليشكّل تهديداً على الأمن المجتمعي عبر الجرائم الإلكترونية، والاحتيال، والابتزاز، والترويج لمحتويات خطرة)، مشيراً إلى (رصد حالات متعددة لشباب تأثروا بالاستخدام المفرط للتطبيقات والألعاب الإلكترونية، ما أدى إلى عزلتهم الاجتماعية وتراجع قدرتهم على ممارسة حياتهم الطبيعية)، من جانبه، سلط الأستاذ المساعد، علي أسامة الرفاعي، من مديرية الوقف السني، الضوء على (الجانب الديني في مواجهة الإدمان)، منوهاً إلى أن (القيم الدينية تشكل درعاً أخلاقياً يحمي الشباب من الانغماس المفرط في العالم الافتراضي، كما ان النصوص الدينية تحث على الاعتدال ونبذ الإسراف، بما ينسجم مع الاستخدام الواعي للتكنولوجيا).

ودعا الرفاعي إلى (تكثيف الخطاب الديني المعاصر، وزيادة وبرامج التوعية التي تواكب تحديات العصر الرقمي)، ومن الجانب الصحي، أوضح الطبيب رائد سليمان محمد، في بحثه بعنوان الجانب الصحي للمدمن، ان (الإدمان على الأجهزة الذكية بات يُصنّف ضمن الاضطرابات السلوكية الحديثة، لما يسببه من آثار صحية خطيرة، أبرزها اضطرابات النوم، القلق والاكتئاب، مشاكل النظر والعمود الفقري، فضلًا عن العزلة الاجتماعية).

مؤكداً ان (وزارة الصحة تعمل على إدماج برامج علاجية وتوعوية لمواجهة هذه الظاهرة في المدارس والجامعات)، وشهدت الندوة (نقاشات تفاعلية وأسئلة من الطلبة، حول سبل تحقيق التوازن بين الاستفادة من الفضاء الرقمي وتجنب مخاطره)، وأجمع المشاركون على ان (الحل يكمن في الاستخدام الواعي للتكنولوجيا، المدعوم بالقيم الدينية، والتوعية الصحية، والتعاون الأمني والإعلامي)، معربين عن (تقديرهم لجهود الجامعة في طرح قضية تمس حياة الشباب والمجتمع)، وشدد الحضور على (ضرورة مواجهة الإدمان بصورة عامة، بوضع رؤية شاملة تتكامل فيها الجهود الدينية والصحية والأمنية والإعلامية)، يذكر ان (الندوة عقدت بحضور عميد كلية الآداب، وائل علي النحاس، وعميد كلية التربية، خزعل فتحي زيدان، ورئيس قسم الإعلام الرقمي، ياس خضير البياتي، إلى جانب عدد من رؤساء الأقسام وأساتذة الجامعة).

ندوة علمية

ونظمت كلية القانون بجامعة بغداد، ندوة علمية، ضمن جهود مجابهة المخدرات الرقمية، بحضور عدد من الأكاديميين وضباط الامن، وطلبة الكلية . وذكر بيان تلقته (الزمان) امس ان (وحدة الإرشاد النفسي والتوجيه التربوي في الكلية، أقامت ندوة توعوية، تتضمن تعريف الطلبة بمفهوم المخدرات الرقمية، وبيان تأثيراتها النفسية والعصبية، ولا سيما على الفئات العمرية الشابة، مع استعراض أبرز الدراسات والأبحاث بخصوص الظاهرة، وآليات تأثيرها على الدماغ، وإمكانية الإدمان عليها)، وركزت الندوة على (أهمية نشر الوعي بالاستخدام الآمن للتكنولوجيا والإنترنت، لتجنب الوقوع في مخاطر هذا النوع المستحدث من الإدمان).

وفي ختام الندوة، جرى طرح مجموعة من التوصيات الهادفة إلى (الحد من انتشار المخدرات الرقمية وتقليل آثارها السلبية على المجتمع، أبرزها تكثيف حملات التوعية المجتمعية عبر وسائل الإعلام والمنصات الرقمية، وتنظيم ورش عمل ومحاضرات في المدارس والجامعات لتعريف الشباب بهذه الظاهرة).

 وشدد أكاديميون على (ضرورة ايجاد تشريعات قانونية صارمة لمراقبة او ومنع المواقع والتطبيقات التي تروج للمخدرات الرقمية، إلى جانب تعزيز التعاون مع الهيئات الدولية للحد من انتشارها عبر شبكة الإنترنت).

واوصت الندوة (بأهمية تعزيز الثقافة الرقمية لدى الشباب والأسر، عن طريق برامج تدريبية تُعنى بالاستخدام الآمن للتكنولوجيا، وتفعيل دور الأسرة في مراقبة استخدام الأبناء للأجهزة الذكية،وتعزيز سبل الوقاية).