شيءٌ في صدري
ثامر محمود مراد
لا اسمَ له، ولا ملامح،
كغمامةٍ عالقة بين شهيقٍ لم يكتمل وزفيرٍ يخشى الخروج.
ليس حزنًا تمامًا، ولا وجعًا خالصًا،
بل ثقلٌ يتجوّل في داخلي
كما يتجوّل غريبٌ في مدينةٍ فقدتْ خرائطها.
شيءٌ في صدري
يطرقُ أبوابًا لا أعرفها،
ويوقظُ ليالٍ ظننتُ أنّها نامت للأبد.
يسري في دمي
كأنّه رسالة لم تُكتب بعد،
أو بقايا نداءٍ نسيَ الطريق إلى صاحبه.
أحيانًا يمتلئ هذا الشيء بصوتٍ صامت،
يعلو بلا كلمات،
وأحيانًا يذوب كشمعةٍ تُنير لأحدٍ لا يأتي.
كلما حاولتُ إخراجه،
عادَ واتخذَ مكانه
كضيفٍ يعرف أنني لن أطرده.
شيءٌ في صدري
يسألني: هل ما زلتَ حيًّا يا أنا؟
وأنا أجيبه بالصمت،
فالصمتُ وحده يفهم لغة الأشياء التي لم تولد بعد.
بغداد