الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
شجاعة الإعتذار وقانون رد الاعتبار

بواسطة azzaman

لمن تقرع الاجراس

شجاعة الإعتذار وقانون رد الاعتبار

هاشم حسن التميمي

 

. شد انتباهي الاعتذار العلني للنائب مشعان الجبوري وهو يعلق عن صدمته المروعة لمشاهدة اثار المقبرة  الجماعية لمواطنين اكراد في صحراء السماوة دفنوا وهم  احياء لتمسكهم بقوميتهم ورفضهم لسياسة التعريب القسرية ومطالبتهم بحياة حرة كريمة.

 دون مجاملة ومع اختلافي في امور كثيرة مع النائب الصديق ابا يزن اقول ان اعتذاره عبر عن شجاعة    غير متوافرة عند رموز الطبقة السياسية وقادة الراي العام، وهذا الاعتذار والاعتراف مطلوب من الذين اصدروا اوامر التصفية العرقية ونفذوها والذين طبلوا لها اعلاميا او وقفوا متفرجين غير مبالين لهذه الانتهاكات التي امتدت وشملت كل اطياف الشعب العراقي واعتقدنا اننا تخلصنا من هذه العقدة وعادت الينا تحت غطاء الديمقراطية لنواصل العنجهية ونقتل ونهمش الاخر بحجة المظلومية وباثر رجعي لالف واربعمائة سنة….وحصيلة وخلاصة المشهد اصبحنا جميعا ضحايا الانتهاكات السلطوية والعقائدية والعشائرية والفكر المتطرف والاحتلال الاميركي الغاشم والاحتلالات الاقليمية والمليشياوية واثرياء الصدفة وامراء الحروب.  نعم كلنا ضحايا نحتاج ان نعتذر للاخرين ونعتذر حتى من انفسنا التي قبلت المذلة والانصياع للقطيع ولنخب الضباع وضيعت اجمل سنوات العمر تحت شعارات الوطنية الزائفة  ( نموت ويحيا الوطن ) والدين الذي  استعاض عن رب السماء برجال دين اصبحوا  اوصياء علينا في الدنيا والاخرة،  وسلبونا كل شىء نعمة التفكير وتقرير المصير.

نحتاج لثقافة  رصينة للمصالحة مع الاخرين وقبلها مع النفس ثم اتاحة الفرصة لعدد كبير من العراقيين الذين لفق لهم النظام السابق واللاحق  تهم كيدية مخلة بالشرف انتزعت منهم كرامتهم وسمعتهم وشوهت موقفهم الوطني المعارض والرافض للظلم….

ولابد من العودة لتطبيق المادة 1565  لرد الاعتبار والتي اوقف العمل بها بدون مبرر او بديل مقنع وكانت تنص لرد الاعتبار  : (أولا) أن تكون العقوبة قد نفذت تنفيذا كاملا أو صدر عنها عفو أو سقطت بمضي المدة . (ثانيا) أن يكون قد انقضى من تاريخ تنفيذ العقوبة أو صدور العفو عنها مدة ست سنوات إذا كانت عقوبة جناية ، أو ثلاث سنوات إذا كانت عقوبة جنحة وتضاعف هذه المدة في حالتي الحكم للعود وسقوط العقوبة بمضي المدة .

ان اعادة هذه المادة وتخويل هيئة قضائية خاصة لاعادة النظر بالاحكام الملفقة ضد شخصيات عامة تمتلك الوثائق والمستمسكات التي تؤكد زيف التهم وجوهرها اهداف سياسية ومخابراتية يعد خطوة مهمة لتحقيق العدالة الانتقالية ومنح رد اعتبار لمن يستحقه بدلا من اخرين كان همهم الامتيازات انتزعوها بدعاوى مشكوك في صحتها…ندعو لصحوة وطنية لتعزيز ثقافة حقوق الانسان والاعتراف والاعتذار عند الوقوع بالخطأ بدلا من المكابرة والعزة بالاثم لنعلم اطفالنا من رياض الاطفال وحتى مجلس النواب، واصحاب المعالي وضباط الامن والمخابرات  واجهزة الاعلام ثقافة الاعتذار فهو فضيلة والانكار رذيلة.

 

 

 


مشاهدات 84
الكاتب هاشم حسن التميمي
أضيف 2025/01/06 - 1:43 AM
آخر تحديث 2025/01/07 - 11:05 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 552 الشهر 3358 الكلي 10093323
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/1/7 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير