اللهجة العامية في المناقشات
لينا ياقو يوخنا
ان اللهجة العراقية العامية هي المستخدمة في مناقشات بحوث طلبة الدراسات الأولية والعليا والتي تختلف من محافظة وأُخرى, فمثلاً البغدادية تختلف عن الجنوبية والأخيرة تختلف عن لهجة اهالي المحافظات الغربية, علماً ان البحوث تُكتب باللغة العربية الفُصحى في كثير من التخصصات عدا الهندسية والطبية وكذلك اللغات الاجنبية مثل الإنجليزية والفرنسية والخ..., لكن لجان المناقشات والطلبة المرشحين يتحدثون ويتناقشون تفاصيل البحوث بالعامية فيما بينهم.
والنسبة الأكبر من الحاصلين على شهادة أكاديمية لا يملكون القدرة على ادارة حوار قصير بعباراتٍ وجمل بسيطة باللغة الفصحى داخل المؤسسة وهنا لا اقصد الحوارات والاحاديث الجانبية داخل اروقة الجامعات وتعامل المنتسبين فيما بينهم وانما الحوار المتعلق بالنشاطات العلمية مثل الندوات والوروش بالإضافة الى مناقشة البحوث العلمية, كما ان بعض الافراد يواجهون صعوبة في كتابة جملة قصيرة من تعبيرهم الخاص عند ابداء آرائهم في بحوثهم وتحليلهم لمعلومة ما مقتبسة من مصادر ومراجع علمية مختلفة مما يسبب مُغالطات في إيصال الفكرة او المعلومة الصحيحة الى لجنة المناقشة من قبل الباحث. كما ان بعض الافراد من الحاصلين على شهادات عليا تواجههم صعوبات في عملهم عند كتابتهم لمُخاطبات او طلبات موجهة لجهة رسمية, وهذا ما يعكس واقع المؤسسات الرسمية- بشكل عام- السلبي وضعف امكانيات المنتسبين اليها من الناحية اللغوية.
للغة العربية اهمية كبيرة فضلاً عن كونها اللغة الرسمية للبلاد فأتقانها امر ضروري خاصة من صفوة المجتمع, فهي تعكس ثقافة متحدثيها ومكانتهم الأكاديمية بالإضافة الى حفاظهم على ديمومتها. كما تعد احدى سُبل ايصال المعلومات والمعارف للآخرين بصورة صحيحة وواضحة. لذا إحدى اهداف المؤسسة التعليمية هي ضمان تحقيق ذلك من خلال زيادة معرفة الباحثين ليس فقط في علومهم المتخصصة بل في اللغة ايضاً وإحدى هذه الطرق هي تعميم ثقافة مناقشة البحوث باللغة الفصحى.