النشر التجاري في المستوعبات العالمية
إسماعيل محمود محمد
إن النشر التجاري في المستوعبات العالمية ليس بالضرورة دليلاً على تطور النظام التعليمي في العراق، بل قد يشكل عائقاً أمام التطوير إذا تم الاعتماد عليه بشكل أساسي دون الالتفات إلى معايير الجودة. فالتطور الحقيقي للنظام التعليمي يتطلب التركيز على إنتاج أبحاث علمية ذات قيمة وتأثير تُنشر في مجلات رصينة تعتمد على التحكيم العلمي الدقيق.
النشر التجاري، الذي يُعرف بدفع الباحثين أو المؤسسات مبالغ مالية لنشر أبحاثهم في مجلات مفتوحة الوصول (Open Access)، غالباً ما يعتمد على الرسوم المدفوعة أكثر من جودة البحث. هذا النوع من النشر قد يُظهر ظاهرياً إنتاجية عالية من الأبحاث، ولكنه في الواقع قد يكون مؤشراً على وجود فجوات في النظام البحثي أو انحراف نحو الكم على حساب النوعية.
النشر في المجلات التجارية يفتقر في الغالب إلى معايير التحكيم العلمي الصارم، مما يؤدي إلى نشر أبحاث بمستويات متدنية علمياً، وهو ما ينعكس سلباً على سمعة المؤسسات التعليمية. الاعتماد الكبير على النشر التجاري يمكن أن يؤدي إلى فقدان الباحثين والمؤسسات للمصداقية على المستوى الدولي، خاصة إذا كانت الأبحاث المنشورة لا تحقق تأثيراً علمياً يُذكر.
إن التوجه نحو زيادة الكم دون النوعية خطأ جسيم، حيث يمكن أن يُفسر على أنه محاولة لإظهار إنتاجية وهمية للنظام التعليمي. في الواقع، التركيز على الكم فقط يُضعف من عملية التطوير الحقيقي التي تتطلب تقديم أبحاث ذات جودة عالية تساهم في حل المشكلات العلمية والعملية وتؤثر إيجاباً في المجالات المختلفة.
من هنا، فإن التطوير الحقيقي للنظام التعليمي في العراق يستوجب توجيه الجهود نحو تعزيز جودة البحث العلمي، والابتعاد عن التركيز على النشر التجاري الذي قد يحقق مكاسب مؤقتة لكنه يضر بالمصداقية على المدى البعيد.
رئيس الجمعية العراقية للاعتماد والرصانة وتطوير البرامج التعليمية