قصيدة :الرمل ُ
عبد المنعم حمندي
لمكائد الزمنِ الرديءِ ثعالبٌ
وطحالبٌ تطفو بشطّارٍ وعيّارين
- فوق بُحيَّرةِ القيِرِ الخفيِّ -
القادمين من المهاجر والمنافي
المشعلين حرائقَ المدن الحزينة ،
يطلقون نباحهم حجراً على
حجر المجاعة في الكفافِ
ودموعِنا فوق خدود الآه ..
هل تبكي الصخور
على التوجع في الضفافِ ؟
......
لليل والمدن الكئيبة حزنها
وأنينها ملحٌ على جرح
ينزُّ بخافقي ،تحت شغافي
للظامئين بكلّ ينبوعٍ تفجّرَ ماؤهُ
في صخرةٍ صمّاء تبتكرُ الغيوم
لكيّ تفيض على الجفَافِ
قد أوهموا الصحراء بالأحلام
والغيم نأى.
فالرملُ غانيةٌ
ينامُ المكرُ بين رموشها
هل يستطيعُ الطهر أن يأتي
ويَرجم مَنْ تعهَّرَ بالعفافِ ؟
......
تعب الترابُ ، استنفر الموتى وقام
لم يستجب للقادمين من الظلام
ولربما قد ضجّ من شغب العبادِ
هل في ثنايا الرمل وحشٌ
أم سهامٌ في فؤادي ؟
ليت الذي يدري يطبب حيرتي
ويزيح همي والأسى
وما تجرّح في سهادي
صرخت عيون الموت :
أفعى قد تلفُّ النخل ،
أحقاد الحرائق في البلاد ِ
لكأنَّ فجركِ يابلادي
كان أعمى في بلادي
......
الشامتون بموتنا وجروحنا
لهم الرمال ونزفها ..
للموت رائحةٌ ، نزمُّ شميمها ،
ينوءُ بعصفها بحرٌ وحوتْ
مَنْ ذا يهدهدُ قيظها وفحيحَها
ويلفّها بخيوط بيت العنكبوتْ ؟
للخوف رائحةٌ تُعرّشُ في البيوتْ
للخوفِ جذرُ السنديان ،
الموتُ يَنمو في المخالب،
في صرير الريحِ
في أكمام الترقّب و السكوتْ
ياليلَ محنتنا الطويل ..
الى متى تبقى ذئاب الليل
تنهشُ ثمّ تضرعُ في قنوتْ ؟
من أيّ فجرٍ تولدُ الشمس ؟
الربيع الطلق يفتحُ للحياة شراعَهُ
خُذني إليك وعِدْ إليَّ الشمس،
إنَّ الشمسَ ترفضُ أن تموتْ
......
" "