الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
قصيدة (الفارس النبيل)

بواسطة azzaman

قصيدة (الفارس النبيل)

عبد‭ ‬المنعم‭ ‬حمندي‭ ‬

 

مهداة‭ ( ‬إلى‭ ‬روح‭ ‬الشاعر‭ ‬الرائد‭ ‬شاذل‭ ‬طاقة‭) ‬في‭ ‬ذكرى‭ ‬وفاته‭ ‬الخمسين

نم‭ ‬تحت‭ ‬رأسك‭ ‬فكرةٌ‭ ‬خضراء،‭ ‬شمسك‭ ‬لا‭ ‬تغيب

هل‭ ‬تستفيقُ‭ ‬الشمس‭ ‬من‭ ‬ليلِ‭ ‬العروبةِ

والمجامرُ‭ ‬في‭ ‬الصدور؟‮ ‬

في‭ ‬أي‭ ‬فجرٍ‭ ‬نلتقي‭ ‬؟‮ ‬

قد‭ ‬كنت‭ ‬تمنحُني‭ ‬الهدايةَ‭ ‬من‭ ‬جناح‭ ‬حمامةٍ‭ ‬،‮ ‬

وشجيرةُ‭ ‬الكافور‭ ‬تنشر‭ ‬شعرها‭ ‬للنار‭ ‬والشعراء‮ ‬

في‭ ‬الزمن‭ ‬الرديء‭ ‬،

‮ ‬إولاء‭ ‬هُم‭ ‬تبادلوا‭ ‬الأنخاب‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬العواصم‮ ‬

والطوائف‭ ‬والثغور

قُل‭ ‬لي‭ : ‬فمَنٔ‭ ‬يحسو‭ ‬قُراح‭ ‬الماء‮ ‬

مَنٔ‭ ‬يُخفي‭ ‬رفات‭ ‬الطائر‭ ‬المفجوع

‮ ‬في‭ ‬سُدف‭ ‬القبور؟

لا‭ ‬وهم‭ .. ‬كان‭ ‬الفجر‭ ‬حلمك‭ ‬،‭ ‬تجمع‭ ‬الأشلاء،‭ ‬فيك‮ ‬

و‭ ‬تنهض‭ ‬العنقاء‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬الرماد‮ ‬

قد‭ ‬كنت‭ ‬وحدك‭ ‬تحمل‭ ‬الأعباء‭ ‬في‭ ‬الليل‭ ‬المعاد

قد‭ ‬كنت‭ ‬أبصر‭ ‬مقلتيك‭..‬‮ ‬

وأعرف‭ ‬الدرب‭ ‬التي‭ ‬أمتدت‭ ‬إلى‭ ‬الآماد‭ ‬يغسلها‭ ‬الدمُ‭ ‬من‭ ‬دمعةٍ‭ ‬أو‭ ‬شرفةٍ‭ ‬للنور‭ ‬يكسوها‭ ‬الحِداد‭.. ‬ولا‭ ‬حِداد

والله‭ ‬لو‭ ‬عدت‭ ‬لآثرت‭ ‬الممات‭ ‬على‭ ‬الحياة

حتى‭ ‬وإن‭ ‬كُنت‭ ‬ترى‭ ‬الأشياء‭ ‬في‭ ‬غير‭ ‬الذي‭ ‬كنا‭ ‬نرى

نهرين‭ ‬من‭ ‬نغمٍ‭ ‬وزاد

وترى‭ ‬العروبة‭ ‬تستغيث‭ ‬ولا‭ ‬تغاث

والبلاد‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬تلك‭ ‬البلاد‭.‬‮ ‬

شرفاً‭ ‬لشاذل‭ ‬أن‭ ‬يموت‭ ‬وصوتهُ‭ ‬غضب‭ ‬البطاح‮ ‬

و‭ ‬نزيفُهُ‭ ‬عصف‭ ‬الرياح‮ ‬

خمسون‭ ‬عاماً‭ ‬قد‭ ‬مضت‭ ‬وتغيّرت‭ ‬فيها‭ ‬الفصول

وما‭ ‬يزال‭ ‬شعرهُ‭ ‬طعم‭ ‬زلال‭ ‬الماء‭ ‬في‭ ‬الأفوه،‮ ‬

في‭ ‬العطش‭ ‬القُراح

خمسون‭ ‬تمضي‭ ‬والذئاب‭ ‬حولنا‮ ‬

يتنازعون‭ ‬على‭ ‬استلاب‭ ‬الصبح‭ ‬منك

‮ ‬وأنت‭ ‬أدرى‭ ‬بالحقيقة‭ ‬،‮ ‬

أنت‭ ‬أعرف‭ ‬بالجراح

لا‭ ‬وهم‭ ‬هذا‭ ‬الفجر‭ ‬حلمك‭..‬‮ ‬

تفتديه‭ ‬في‭ ‬المجيءِ‭ ‬وفي‭ ‬الرواح

ومواكب‭ ‬الفادين‭ ‬تعبر‭ ‬‮ ‬مذ‭ ‬صعدت‭ ‬إلى‭ ‬السماء،‮ ‬

تصوغ‭ ‬من‭ ‬دمها‭ ‬الصباح‮ ‬

هل‭ ‬كان‭ ‬حلمك‭ ‬طائراً

هل‭ ‬كان‭ ‬حلماً‭ ‬أم‭ ‬يقينا؟

يا‭ ‬شعلة‭ ‬الحلم‭ ‬المكبّل‮ ‬

هل‭ ‬بكى‭ ‬قمرٌ‭ ‬على‭ ‬كتفيك‭ ‬؟

أدركني‭ .. ‬المراعي‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬تلك‭ ‬المراعي‮ ‬

لا‭ ‬المحيط‭ ‬هو‭ ‬المحيط

ولا‭ ‬الخليج‭ ‬هو‭ ‬الخليج

ولم‭ ‬تعد‭ ‬صنعاء‭ ‬تحلم‭ ‬في‭ ‬حلب‮ ‬

ناديت‭ ‬بٱسمك‭ ‬في‭ ‬الفيافي‭ ‬وأنت‭ ‬تقرأ‭ ‬في‭ ‬المدى

قوسين‭ ‬من‭ ‬دمعٍ،‭ ‬وأسئلةً‭ ‬من‭ ‬القدر‭ ‬المحبب‭ ‬جيلهُ

ورفيف‭ ‬أجنحةٍ‭ ‬خشب

ناديت‭ ‬بٱسمك‭ ‬في‭ ‬القرى‮ ‬

في‭ ‬الموصل‭ ‬الحدباء‭ ‬،‮ ‬

في‭ ‬الفجر‭ ‬المخضّب‭ ‬بالذهب‮ ‬

تلقي‭ ‬بسرتها‭ ‬الندى‮ ‬

تسقي‭ ‬مناهلها‭ ‬العجب

فأطلق‭ ‬وهادك‭ ‬وأبتكر‭ ‬توق‭ ‬الغزال‭ ‬من‭ ‬اللهب‮ ‬

فهنا‭ ‬اليقين‭ ‬الياسمين‮ ‬

برغم‭ ‬حصباء‭ ‬الجروح‭ ‬تصيح‭ ‬أمتنا‭ ‬العرب،

قد‭ ‬كنت‭ ‬وحدك‭ ‬تفتح‭ ‬الأفاق‭ ‬‮ ‬منطلقاً‭ ‬إلى‭ ‬فجرٍ

من‭ ‬الرايات‭ ‬تعلو‭ ‬في‭ ‬مدارك

وفي‭ ‬طريقك‭ ‬صخرةٌ‭ ‬زاحمتها‭ ‬وعبرتها‮ ‬

وفقأت‭ ‬عين‭ ‬الأعور‭ ‬الدجال‭ ‬كي‭ ‬يزهو‭ ‬نهارك‮ ‬

وحملْت‭ ‬ما‭ ‬ينأى‭ ‬به‭ ‬الزمن‭ ‬الرديء‭ ‬من‭ ‬التراجع

في‭ ‬صمودك‭ …‬وانكسارك

حاورت‭ ‬قلبك‭ ‬ما‭ ‬أستطعت

وما‭ ‬أنحنيت‭ ‬لغير‭ ‬ربك‭ ‬في‭ ‬مسارك

وما‭ ‬رميت‭ ‬الفأس‭ ‬يوماً‭ ‬للبكاء‭ ‬على‭ ‬جدارك

ذا‭ ‬حلمك‭ ‬الدامي‭ ‬يُرفرف‭ ‬في‭ ‬مداك

متحسراً‭.‬

وفي‭ ‬الخريفِ‭ ‬مزنةٌ

تنقضُّ‭ ‬من‭ ‬وجع‭ ‬الكروب‭ ‬على‭ ‬خطاكَ‭,‬

والهفة‭ ‬الأشجار،‭ ‬‮ ‬تجْمَعُ‭ ‬خضرة‭ ‬البستان‭ ‬‮ ‬

من‭ ‬وهج‭ ‬الدموع‭ ‬على‭ ‬فراقك‭ ‬في‭ ‬سناك‮ ‬

دَعٔ‭ ‬ظلالك‭ ‬تستريح،‭ ‬‮ ‬وخُذْ‭ ‬‮ ‬رؤاك

دَعها‭ ‬على‭ ‬الأطلالِ‭ ‬في‭ ‬حسراتها‭ ‬تبكي‭ ‬هواك‭.‬

ها‭ ‬قد‭ ‬رحلت‭..‬

وقلبك‭ ‬المكلوم‭ ‬أشقاهُ‭ ‬التأمل‮ ‬

في‭ ‬النزيف‭ ‬المستمر‭ ‬برافديك

وفي‭ ‬العويل‮ ‬

على‭ ‬الندى‭ ‬،‭ ‬والمجتنى،

‮ ‬وبكاء‭ ‬عذراء‭ ‬النجوم‭ ‬‮ ‬براحتيك

كم‭ ‬دمعةٍ‭ ‬حرى‭ ‬تلوب‭ ‬بمقلتيك

كم‭ ‬زهرةٍ‭ ‬‮ ‬‭.. ‬ورحيقها‭ ‬يهفو‭ ‬إليك

ما‭ ‬كنت‭ ‬أحسبُ‭ ‬أن‭ ‬أراك‭ ‬مودعاً

أو‭ ‬أن‭ ‬أرى‭ ‬الشمس‭ ‬تغورُ

قبل‭ ‬نعشك‭ ‬في‭ ‬الثرى

وتصيح‭ ‬وا‭ ‬لهفي‭ ‬عليك

وأصيح‭ ‬وا‭ ‬لهفي‭ ‬عليك‮ ‬

 


مشاهدات 888
الكاتب عبد‭ ‬المنعم‭ ‬حمندي‭ ‬
أضيف 2024/10/19 - 2:35 PM
آخر تحديث 2024/11/21 - 5:06 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 211 الشهر 9335 الكلي 10052479
الوقت الآن
الجمعة 2024/11/22 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير