الجيش سارية لا تنكسر
فيان القبطان
نقرأ في كتب التاريخ، أن القائد الفلاني فتح المدينة الفلانية ومصَّرها، أي نصَّب عليها مفتي وقاضي ومحاسباً.
من يلتزم تعاليم المفتي وينفذ أحكام القاضي ويحفظ بيت مال المحاسب، ما لم يأخذوا شرعيتهم من قوة الدولة، بعسكرها حملة السيوف الرسالية. فلا جامعات آمنة ولا مستشفيات تعود مريضاً ولا مظاهر سياحية ترفه وجع المجتمع وتريح متاعبه وتسرب قلقه، ولا دوائر تروج حاجات الناس؛ إلا بوجود قوة كافلة تحمي رخاء الشعب وتوثق إنتماءه للدولة، بمعناها السياسي.. الشعب والسيادة والأرض. ولا يختلف عالمان أو جاهلان على أن أمن الشعب وسيادته على أرضه، ضد إحتمالات المداهمة الخارجية أو الداخلية، رهن بشرف العسكر!
ونواة جيشنا.. فوج موسى الكاظم.. توأم الدولة، تأسس بموازاة قيام العراق يوم 23 آب 1921 في أعقاب ثورة 30 حزيران 1920، وظل وفياً لمهمته البطولية التي أنشئ لأجلها بتاريخ 6 كانون الثاني 1921 في إستعراض مهيب حضره الملك فيصل الأول، والمجتمع مزهو برجاله؛ دلالة إنسجام السيادة مع الشعب على أرض المملكة الوليدة منذ بضعة شهور.
كان وما زال وسيظل الجيش العراقي حامل رسالة شرف، طوال تاريخ حافل بالملمات، فهو جيش الشعب والوطن.. ليس جيش حكومة ولا فئة، يؤدي دوره بأمانة، مواجهاً مخاطر العدو، وقرس البرد وهجير الحر؛ لذلك فهو 10 / 10 بإمتياز. جيشنا العراقي الباسل يروي حكاية شجاعة تتوارثها أجيال رضعت التضحية ومضغت الإيثار وتربت على الفداء، ودافعت عن الأرض والعرض وواجهت المحن بثبات، إنه جيش المفاخر الذي ما هزته الملمات ولا ثلمت عزته المصائب التي... لو صبت على الأيام صرن ليالي.
جيش العراق بيرق فخر لا تنكسر ساريته، حفظه الله ورحم الشهداء الأبطال، الذين خضبوا أديم ثرى الأرض بدمائهم، حناء عرس، يدافعون عن شرف العراق.