إهدني نفسي
نجمان ياسين
موصل - العراق
ماذا حدث لهذا المغني المولع بالنور،
كي يدفع إلى هذه العتمة الشائكة؟
وكيف لقلب صدح بالغناء،
أن يضم الآن، كُلَّ هذا الأنين والنحيب؟!
من ينتشل الروح من جحيم التساؤلات المهلكة،
سوى الروح؟
ومن يعيدُ الوسامة إلى قلب المغني،
سوى قلب المغني؟!
يالهذا المغني الجسور، وهو يدب في هاوية الخوف،
كي يطرق رأس الخوف!
إلهي،
مبددٌ دمي، وتائه في هذه الغابة العمياء،
إلهي،
إمنحني القدرة على أن أُطلق عندليب صدري،
ليترنَّم بالأغنيات،
إلهي،
الروح مكبَّلة،
والقلب حبيس،
فاهدني نعمة حرية الضوء الطليق،
إهدني نفسي،
لأحكي حزن سماء بلا قمر،
وفجيعة أرض جنازة،
وكآبة نهر ضيَّع المصب.
إهدني نفسي،
لأرسم الألق في نهاية النفق،
وأمسك الوهج في عينّي،
قبل أن يصيبهما العطب،
إهدني نفسي،
لأدرك أنَّ حياتي في ذكرياتي،
وأنَّ ذكرياتي تدعوني لأحيا،
بعيداً عن هشاشة حياة حاصرتها مخالب الكآبة!
إهدني نفسي،
وثبت فؤادي،
كي أكون كما أردت ليَّ أن أكون،
إهدني نفسي،
لأعانق قوس إطلاقي،
وأكون سهم النور المندفع صوب دنيا حلمي!
إهدني نفسي،
لأغادر كل فزع ينهش القلب،
وأخاصر روحي، لتشدو بأغنية تسطع في أقصى السموات،
إهدني نفسي، إهدني نفسي،
إهدني نفسي .
اديب عراقي
رئيس أسبق للاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق