أخصائي: الكسل ظاهرة إجتماعية تسبب السمنة المفرطة

إستشاري بالطب النفسي يقدم نصائح لتجنب التوعّك الصحي خلال رمضان

الاحساء -  زهير بن جمعة الغزال

كشف استشاري الطب النفسي، عزت عبدالعظيم، عن تأثير العديد من الإضطرابات النفسية مثل القلق والإكتئاب والوسواس والخوف، وكذلك الامراض العقلية مثل الفصام والهوس والإضطراب الوجداني والهذيان والخرف، على الصائم وصحته. واكد الطبيب في تصريح تابعته (الزمان) انه (من المتوقع حدوث تأثيرات مختلفة للصيام على وضعية واستقرار كل حالة من تلك الحالات النفسية أو العقلية، كما تختلف بين مريض واخر)، واوضح عبد العظيم ان (للصيام تأثيرات طيبة وربما في أحيان أخرى قد تكون سلبية في بعض المرضى العقليين وذلك جراء عدم الانتظام في تناول العلاج بالمواعيد المطلوبة، أو بسبب أعراضها الجانبية خلال فترات الصيام بالنهار)، مشيراً إلى (عدم جواز التعميم حيث كل هذه الأمور سواء كانت إيجابية أو سلبية على جميع المرضى النفسيين والعقليين، بل يجب الرجوع في مثل هذه الأمور للطبيب النفسي المعالج للمريض لتقييم الحالة وأخذ مشورته فيما يخص كل مريض على حدة، واتباع توصية الطبيب النفسي بخصوص السماح للمريض بالصيام).

تغـذية سـليمة

من جانب اخر، شددت اخصائية النساء والولادة، هـناء سـنبل، على ضرورة العنايـة بالتغـذية السـليمة، واختيـار الطعـام بحكمـة وعقـلانية، لاسيما للسـيدات الحوامـل. ودعت سنبل الى (تجنب السكريات البسيطة والمأكولات المصنعة التي ترفع السكر بسرعة مثل المياه الغازية)، لافتة الى (اهمية الحفاظ على شرب كوبين من الحليب يومياً، والتعرض الى أشعة الشمس غير الضارة للحفاظ على مستوى الكالسيوم وفيتامين دال بالجسم، فضلاً عن التركيز على الخضروات والبروتينات مثل الدجاج، السمك، واللحوم، ومنتجات الألبان والفواكه والمكسرات الصحية)، ونصـحت الطبيبة الحوامل بان (يحافظن على تنـاول وجبـات متوازنة تحتـوي عـلى الكربوهيدرات المعقـدة، الأليـاف، والبروتيـن، بين 5 الى 6 وجبات الطعام  وجبات صغيرة يومياً لتجنب ارتفاع السكر المفاجئ، وتخلخل الجهاز الهضمي)، واضافت سنبل ان (السيطرة على سكر الحمل تقلل من مخاطر الولادة المبكرة، والاصابة بالسكري بعد الولادة، والحفاظ على وزن صحي للجنين).

الى ذلك، دعا خبراء في مجال الصحة، الى الاستفادة من الصيام خلال هذا الشهر في الاقلاع عن التدخين.

ويذكر الاطباء ان (ترك التدخين يساعد ايجاد صحة سليمة، فالمدخن يضطر إلى الامتناع عن التدخين لساعات طويلة، وذلك يقلل من ارتفاع مستوى النيكوتين في الجسم بشكل تدريجي ويسهم في تقليل الرغبة فيه بمرور الوقت، تعزيز الإرادة والانضباط الذاتي فالصيام يُعلّم الإنسان الصبر وضبط النفس، ما يدعم القدرة على مقاومة كل أشكال الإدمان والتحكم في الرغبة الشديدة للتدخين، تحسين الصحة البدنية عبر تحسين وظائف الجهاز التنفسي، وزيادة مستويات الأكسجين في الدم، وتحسين صحة القلب والأوعية الدموية، ما يجعل المدخن يشعر بتحسن كبير يشجعه على الاستمرار في الإقلاع).

سمنة مفرطة

على صعيد متصل، اوضح استشاري الطب النفسي بمستشفيات الحمادي بالرياض، عزت عبدالعظيم، ان زيادة السمنة المفرطة التي وصفها بالمخيفة بين الشباب تعود للكسل، مشدداً على ضرورة البحث عن أسباب الكسل والخمول المنتشر بين كثير من الناس، لأن معرفة الأسباب تؤدي للوصول إلى سبل العلاج. واكد الطبيب وجوب ان (نفهم اختلاف الكسل كنمط اجتماعي والكسل كمرض نفسي، أو نتيجة للمرض العضوي)، مبيناً ان (البرنامج العلاجي يتركز على معرفة الأسباب في كلتا الحالتين لكي يجري استأصال هذا الداء من جذوره)، واوضح الاستشاري ان (الكسل صار آفة كبرى في المجتمعات العربية ودول العالم عمومآ، فالعصر الذي نعيشه الآن رغم التقدم والحضارة والتكنلوجيا، وما أحدثه من طفرة في خدمة ورفاهية الناس عن طريق سهولة وسرعة التنقل والتحرك والاتصالات والأسواق وتوفير كل مستلزمات الراحة والترفيه للبشرية).

بحسب تعبيره،  مشيراً الى ان (كل ذلك انعكس بصورة سيئة على الناس وأدى إلى حالة من الكسل العام لدى معظم أفراد المجتمعات وانعدام الباعث على المجهود، بموجب  ان الجميع يركب السيارات ويسافر بالطائرات ويستخدم المصاعد وما إلى ذلك من وسائل الراحة، وذلك يؤدي الى السمنة المفرطة بدرجة مخيفة بين الشباب، يغذيها عامل قلة توافر فرص العمل وازدياد معدلات البطالة، وتفضيل الجلوس على المقاهي أو أمام شاشات التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي)، ويضيف عبدالعظيم ان (هذا الكسل النمطي أخطر من الكسل المرضي لأن الشخص النشيط المنتج  والفاعل في المجتمع عندما يحدث له كسلاً مؤقتاً بسبب مرض نفسي كالاكتئاب أو تعاطي المهدئات، أو نتيجة مرض عضوي مثل اضطراب الغدة الدرقية فيلجأ للطبيب لحل المشكلة، ولكن الكسل النمطي كالسوس ينخر في شباب الأمة ويتغلغل بين الناس ويحتاج لثورة شاملة على كل العومل المهيئة والمؤدية لهذا الكسل حتى تنهض الشعوب من نومها العميق)، وفقاً لما ذكر.