الحيلة النفسية
جبار فريح شريدة
إن الإنسان بشكل عام يرفض أن يوصف بالغباء، ويرفض فكرة أن يصنف خاسراً أو ضحية لعملية احتيال. وعليه، فإن انتماءه لجماعة تشاركه الظروف نفسها يوفر له قدراً كبيراً من الارتياح، وتقبل فكرة أنه لم يخسر. إن قابلة للتعميم على الجماعة لتشكل سداً منيعاً ضد الآخر المختلف الذي يكشف لنا نقاط ضعفنا الواضحة. إن الامتثال للفكرة السائدة داخل الجماعة يوفر راحة نفسية لمن لا يريد أن يجهد فكره أو يعيد النظر في معتقداته، وهذا ما يفسر دعم التطرف الفكري من أفراد الجماعات التي لا تكلف نفسها عناء التفكير وتكتفي بالمبررات التي يسوقها قادتها
تلتف حول اصحاب السلطة الكثير من المتنفذين الذين يملؤون الجو بالشعارات الرنانة التي تملئ جو المتسلط الجائع بالثناء الكاذب المغشوش تحيطها المبررات الخداعة لترضيه وترضي اتباعه اصحاب الضمائر الميته بانهم اصحاب جاه وتوفيق من الله ,سلطهم على الناس فهم لا يرون ما يدور بين اروقة الفقراء من تعذيب وجور وظلم ,المهم انهم يعيشون في القصور ويجدون من يمدحهم ويثني عليهم ويمجد بإنجازاتهم الوهمية الزائفة المملؤة بالغش والفساد والظلم والاستعباد .
فهم يعيشون في جو شيزوفريني تحيطه حواجز لا يمكن من خلالها ان يسمعون ويشاهدون ما يجري خلف الكواليس ,فاستراتيجيتهم خاصة بهم تقنعهم بالوهم والوهن ,الى ان يزداد ظلمهم وجورهم , الى ان تأتي الساعة التغير بعد ما نجدهم خارج التغطية من ملل وضجر الناس المحيطة بهم ,فهم مخدوعين بالحاشية الكاذبة التي هدفها الاول هو اشباع ذاتها بعيده عن الوطنية والقومية والدينية ,فهي لا تعرف معنى المبدأ حتى ولا الوطنية في شعورهم البائس ,لكن طمع التسلق والسلطة قد افقد بصيرتهم , وان إحدى الطرق التي تعمل بها أدمغتنا على تبسيط العالم المعقد من حولنا هي تصفية المعلومات بناءً على المعتقدات أو التحيزات الموجودة مسبقًا حولها ,لهذا السبب نجد المسؤول محيط بحواجز كونكريتية لا يسمع ولا يرى من خلالها بعيد عن الواقع وقد انفصل عن واقعة ,واصبحت اعمدت قصره خاوية قد بها التأكل نتيجة الصدى من دودة الارضة.