اللي يعيش بالحيلة يموت بالفقر

ضرغام الدباغ

مثل بغدادي شهير.. له تفسيرات عدة، ولكن كلها تدل على أن على المرء الإخلاص في العمل لكي يكون عمله متقناً، وأن يكون صادقا في عمله، ولكن أبضا لكي لا يظلم أحداً أوكل له عملاً.

هذه المثل بحض على النزاهة، والاستقامة لكي تأتي كل العواقب سليمة .. فمن بين أساليب الاحتيال أن لا تعطي ذي حق حقه، فتحتال عليه وتغشه، فهذه من المحرمات المنهي عنها... ومنها ايضاً أن يغش في حقوق التعاقد، فبتسلط على الناس بالقوة الغاشمة التي يمتلكها، فيقيس ويفسر  الحقوق لمصلحته ويظلم بذلك من هو متعاقد معه، فيضيف لجرمه، جريمة الاخلال بالعهود، وهي من كبائر الاجرام؟

والعبث بالميزان هو من أساليب الاحتيال، وهي من جرائم الاحتيال. أو العبث بالعقود والتلاعب بنصوصها وغشها، وهذه يمكن أن تدخل ضمن موضوعات علم الاجتماع السياسي الإسلامي، ومنها ما تطرق لها العلامة العربي أبن خلدون، وأعتبرها من المخالفات التي تؤشر وتنبأ بزوال الملك والسلطان.

والموت بالفقر ليس بالضرورة أنه لا يجد ما يأكله، ولكن الموت هنا رمزي .. أي أنه المحتال سيمون بنتائج أعماله، ويموت ولن يجد من يترحم عليه، بل يقول الناس « دفناه وخلصنا منه «.

وهناك من يموت وتنساه الناس بعد أيام، وهناك من يبقى شمعة في تاريخ الناس ومضرب الامثال بالشجاعة والإخلاص .. ومن يموت سوف لن يأخذ معه للقبر ما يملك من مال وعقار، غير كفن بفلسين .. ولكن سيرة عطرة .

وللمثل أستخدامات أخرى، يستخدمها البعض في الحالات الرمزية لتجنب الاحراج.