الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الأدب النفسي والسلوك البشري


الأدب النفسي والسلوك البشري

معراج أحمد معراج الندوي

الأدب ما هو إلا تعبير إنساني عن النفس والوجود. الأدب هو توظيف اللغة كوسيلة لتفسير تفكير الإنسان ووجوده، وثقافته، ويدخل الأدب في مجالات متعدّدة مثل التاريخ والفلسفة وعلم الاجتماع وعلم النفس. يتصل الأدب بعلم النفس اتصالا وثيقا لأنهما يشتركان في اهتمامها بالخبرة الإنسانية والسلوك الإنساني. 

إن علم النفس هودراسة العمليات النفسية يمكن أن يدرس الأدب ما دامت النفس البشرية هي الرحم الذي تتكون فيه شتى مبدعات العلم والفن. يركز الأدب النفسي على السلوك البشريّ في العصور التاريخيّة القديمة في الأعمال الأدبية وفي التحليلات النفسيّة للأدب.

علم النفس هو العلم الذي يتمّ فيه النظر في الإنسان والوجود والشخصيّات المختلفة. يسعى علم النفس إلى معرفة النفس الإنسانية على نحو يتسم بالعمق والنفاذ وسبر أغوار الحياة  النفسية للإنسان، والعلاقة  بين الأدب والنفس لا تحتاج إلى إثبات، لأن ليس ثمة من ينكرها، وكل ما تدعو الحاجة إليه هوبيان هذه العلاقة ذاتها وشرح عناصرها، والعلاقة علم النفس بالأدب التي تبدو علاقة الروح بالجسد، وهو ما يُشير إلى أن مسألة العلاقة بين الأدب والنفس.

الإنسان ووجوده من المواضيع الأساسية في الأدب، إن عظمة الأدب من عظمة النفس الإنسانية التي تَولّد منها، فهي الرحم الذي تولدت منه العلوم والفنون، فالأدب يسبق علم النفس في محاولة سسبر أغوار الحقيقة الإنسانية، وربما أكثر من علم النفس. فهل يستمد الأدب من النفس أم تستمد النفس من الأدب؟.. هذا هو سؤال مهم، والسؤال الذي اتجهت إليه الأنظار يدور حول الينبوع الذي تنبع منه المعاني الإنسانية بما تحمله من قيم فنية وجمالية.

يتغلغل علم النفس في اللاوعي لفهم النفس البشرية، والأدب يتغلغل في الذات في جانبيها الخفي والظاهر لينطق بمكنوناتها، ومن هذا المنطلق يبدو علم النفس مسباراً من مسبارات الذات في تعبيرها عن مكنوناتها التي تظل حبيسة الداخل حتى تتخذ من اللغة حالة تُعبّر من خلالها عما يعتمل في ذاتها من مشاعر، وما يعتري النفس من انفعالات وأحاسيس قد تكون خافية في كثير من جوانبها وحالاتها ما لم يُعبَّر عنها، إن علم النفس بوصفه منهجاً فكرياً يقوم على تحليل الظواهر الإنسانية.

الأدب موضوعه الإنسان في ذاته وفي استجابته لما حوله، وهو في هذا شبيه بعلم النفس، ولكن هناك فرق جوهري بين علم النفس والأدب النفسي. إن علم النفس يتناول الظواهر العامة، أما الأدب فهدفه الأول إدراك العنصر الفردي المميز لكل إنسان عن أخيه. الأدب بوصفه منجزا إنسانيا والتحليل النفسي بوصفه اجراء كاشفا عن كنه النفس البشرية وغموضها.

 الأدب النفسي في أبعاده المختلفة يقدة شرحا مقنعا  للأبلعاد النفسية لإعطاء دفعة جديدة إلى مشاكل الإنسان والإنسانية. الأدب النفسي هوانعكاس للحياة الاجتماعية التي يعبر عنها الأديب بحدة الشعور وقوة التفكير عن المشاكل النفسية. 

 

الأستاذ المساعد، قسم اللغة العربية وآدابها

جامعة عالية ،كولكاتا - الهند

merajjnu@gmail.com


مشاهدات 390
الكاتب معراج أحمد معراج الندوي
أضيف 2025/01/12 - 6:11 PM
آخر تحديث 2025/01/23 - 12:33 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 146 الشهر 10585 الكلي 10290550
الوقت الآن
الخميس 2025/1/23 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير