الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
ساحكي لكِ

بواسطة azzaman

قصَة قصيرة

ساحكي لكِ

علي  إبراهيم

 

ساحكي لكِ ستتقبلين كلَّ الكلام عند الصباحاتالتي كانت  مرتوية تنبض  بالحياة،انساغ من  شراين  متعددة تتمدد على اديم الارض٠اخذ  بالبكاء دمعتان تتسارع،يمسحهما  بثيابه، كوَّر رجليه مستندا بيده على طابوقات تجمَّعت يعلوها  الاسم  وسنوات العمر التي فصلت بين  الحياة، ايَّتها  الحبيبة اصغي إليَّ جيَّداً ما لبث ان  عاود كلمات يكررها  ساحكي لكِ٠!

-ولكن أ تريدين  البداية أم النهاية؟

-حسناً فانتِ على صواب، وانا اقول مع نفسي  إنَّها كانت تُحبُّ  بداية الاشياء،عندها تنهرني للخروج من البيت بسبب بدايات  الحياة٠!

-هل  تسمعينَ؟

-……………………………ولكن من اين ابدا في البدايات الجديدة التي اعقبت نومكِ الابديَّ،خذي منها رؤوس  الاقلام، لانَّ القائمة قد تطول لسنوات لم  تُغلق بعد ٠ ها سابدا،لقد شربنامن المياه الآسنة، وركضنا نبحث عن  الحطب تصوَّري  في المدينة  التي  لا تظللها الاشجارُ فعي عارية دائماً٠

-…………………………

ما يهَّمُ  ذلك، ولكن وصل  عدد النيازك الساقطة ثلاثة بفترة قصيرة اكلت من الاجسادالمُذكَّرة  الكثير، و بقيت الإناث  تندب حظَّها٠!

-………………………………

 اسمعك  تبكين وتصرخين٠!ولكن  لا يهمُّ ذلك، ها  فما يخصُّ شقيقاتكِ فهُنَّ  الباكيات  لعدم  وجود تخلّف  في البُكاء، امَّا الذكور منكم فقد شملهم الغياب عن الحياة باستثناء اثنين  هكذا  هم  دائماً، اسمعي لقد حصل الهرج ،والمرج وظهرت  طبقات جديدة في ضواحي المدينة، وتسميات غريبة للسيارات الفارهة التي نركبها مثل البطَّة والثور الذي  لم  يكن مجنَّحاً  عند  بوابات  بابل، ويُقال إنَّهم اختلفوا  على التسمية  بعد التأكدمن نسب كُلّ  الآثار  إلى بابل ولم  يبق   من  الآثار أثر  لأقدام تصل إليها٠

-………………………………!

-أسمعكِ وقد إستبدَّ بكِ الضجرُ٠

-……………………………………

- لا أُطيلُ عليكِ أصبحت الضحكة عن سوق الصفارين حقيقة في مدينتنا٠!

- ……………………………

- -اسمعُكِ تضحكينَ!

- …………………………

- اجل كُنَّانتجاهل النُكات ذات الرائحة ،واليوم  تنفَّسنا  بها٠!  تعرفين فُلاناً  لقد  اصبح صاحب  شركات ، وعمارات ،وتعرفين  فُلانا …… وفُلاناً… وآخر…… وآخرؤن٠

- اسمعكِ تُنهرينني بأنينكِ٠!

- ………………………………

- -ما ذنبي  انا لقد اصبح العالم قرية تصوَّري نحنُ نُصبح غير مانُمسي،ونأكل  غير ما  نشرب، ونلبس غير ما نريد٠ وخطوط  الكهرباء بألوان  جميلة  سوداء،وغير  الاسود ،  السيارات  لم تعد تتحمَّلها   الشوارع، ولا  شيء غير زعيقها، تصوَّري المثل  القائلً-يكدَّهُ أبو  كلاش  ويءأكله ابو  جزمة-أصبح ساري  المفعول؛ وحتّى مقولة -سوف أُضيَّعكَ- اصبح  فيها شيء  من  التساهل  والتسامح للخطف المؤقت او المؤبد،وتسقط  العقوبة  بحصول  الدولارات٠

- …………………………………

- - اسمعكِ  تشخرين…حاولي ان تصغي  إليَّ  أُحبُّان  اخبركِعن  المثل-يا من شكا  يا من تعب   يامن على الحاضر لعب- اصبح شائعاً هو الآخر٠ اصبح  النزاع  على الورث في  الحياة  ، وليس  بعد  الممات!واصبح  اولادنا يسألون عن الراتب ، ويستعفوننا  ان  لا نتأخر بجلبهِ٠

- …………………………………

- - تقولين كيف؟  لو  كتبت  الكثيرمن  الصفحات  لم اصل إلى نتيجة،اصبح زعيق  السيارات ينافس  نهيق  الحمير  المربوطة بالعربات في السوق، واصبح ملء الدنانير   بأكياس  فارغة؛ولا يحتاج  الامر إلى  شهادة دراسيَّة٠

- -…………………………………

- اسمعكِ تتأففين! لا تستعجلي  كلامي   فكلّ  ما ورد  مرّ  علينا  كُلّنا،نتقاسم المكر والخِداع،الصدق  والكذب،الخيانة والنفاق!

- -…………

- ماذا تقولين؟ نحن منافقون ها……ها…ها  هل تذكرين أنني كُنتُ ارددها  لكِ  دائماً، تلطَّخنا  بالنفاق٠!

- -…………………

- اسمحي لي ان  اُذكّركِ بماهر  وباهر فقد  كانا  يتنافسانِ  على النفاق  منذ  الازمان الغابرة،والعجيب  انَّهما  يثردان  معاً ،احدهم يُفكَّرُ  بالشرق يتلذذ بالسفر ،والآخر  يحاول صعود الجبال دون مشقَّة٠

- ………………………………

- تسالين عن النتيجة! ها  هما  ما زالا يلعبان مثل  بقيَّة  القافزين، ومتسلقي  الاشجار، ومثل  طالبي السعادة  في فنادق البلاد البعيدة٠

- …………………………………

- ماذا يعملون؟

- إنَّهم ينشرون الغسيل، وما يخرج من  الرغوة  المتنوعة٠

- ………………

- لم  تعدي تفهمين ٠ها فمنذ  سنوات  والجميع  متحاور مع  الجميع،ويقاتل  الجميع…الجميع٠وهذا يتطلَّب نشر  غسيلهم٠!

- ………………………………

- تريدين  ان أوجز  لكِ بعدما اصابكِ الدوار، حسناً اسمعي  بأنَّ الموجز لم يعد  قصيراً في الاخبار فقد  استطال  مع الصور المؤلمة والوقائع المتراكمة٠

- ………………………………

- أراكِ تسألين عن الصور  المفرحة…ها فهي قليلة متناثرة،وحتَّى  البعض منها اصابها العتمة  المفرحةماذا اقول لكِ؟

- ………………………………

- تريدين إنهاء  كلَ  الحوار ،ساقول  لكِ إنَّ كلَّ  ما جرى ليس  من  طريق لتوقّفه، وإنَّ ما توقَّف  ليس من  سبيل  لتحرَّكهً فالكل  مشغول بالشلل الإجتماعي والكل ياكل من الكل ، ولا يضرُّ  اليوم شيئاً  أكان في النفوس  ام  في الثريد؟ فهما  متساويان وهما عاشقان لكُلّ  جزئيات الحياة٠

- ………………………………

- هذا  آخر نفس لكِ،فهمت ما تقصدين  فربَّما سيكون  إشارة لآخر  نفس لي على وجه  الحياة٠ رجع  إلى النحيب  يستذكر كلَّ  كلمة قالها كانت الصورة  الاخيرة التي  لم يرها  حينما تمدد على الارض  يُطبقُ على  كفيَّهِ ينحبُ  ثمَّ انقطع  النحيب فيما بعد٠

 


مشاهدات 41
الكاتب علي  إبراهيم
أضيف 2025/09/14 - 4:17 PM
آخر تحديث 2025/09/15 - 1:19 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 42 الشهر 10100 الكلي 11927973
الوقت الآن
الإثنين 2025/9/15 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير