بذنبٍ لم يغتفر

الآء الصوفي

 

أنا لستُ مسؤولًا عن ترميم كل ما انكسر،

أعدتُ ترتيب قلبي، ومنحتُ نفسي الإذن أن أبتعد،

أن أهدأ، أن أختار راحتي !!

في صمتي نور، وفي وحدتي شفاء،

أعود إلى ذاتي كما يعود الغريب إلى وطنه.

كل ما لم يُفهم، سيفهمه الزمن،

وكل ما لم يُقَل، يسكنه الصمت بسلام

 

لكن ؛؛ لا تجعلني قاضيًا ومحكمة،

فقضبان حبسي "أربعة"

قلبي، وعقلي، وخيالي، وحقيقتي.

لم أحتوِ القلب الذي ذاب من أجلك،

ولم أدرك أن العقل غاب في نظراتك،

أما الخيال، فما عاد إلا ظلًّا يراودني بك عن نفسي.

 

أنا على ناصية الجبل، مثل ناسكٍ متعبّد،

لا ينوي الصراع، يكفيه رداء أبيض،

وشمعة تحدّثه عن طهارة الروح في التخلي

وخلوةٌ لاتعرف النهاية لوقت انتهى ،،

 

وبطرقة القاضي،

طرقتُ أضلاعًا متحجّرة،

وبوشاحٍ أحمر أدركتُ أن النهاية

إعدامُ الحقيقة ،

 

وبات النصرُ للوهم،

وخيالٌ لسنينٍ موؤودة،

قضيةٌ رُفعت منذ البداية خاسرة،

حبٌّ من طرفٍ واحد،

ملفّاته محشوّة بالوجع،

وأدلّته هشّة كأحلامٍ من ورق

 

لم يكن للقلب أن يربح محاكمةً كهذه،

فالحكم صدر قبل المرافعة،

وبقلمٍ أحمر أقسى من القاضي

أُعدمَت الحقيقة الواهية،

وماتت معها آخرُ خيوط الوهم…

 

ومع ذلك،

أنا "المذنبة"

ناسكة، خاشعة، متعبّدة،

لكن بدينٍ لا أعود إليه،

وكافرةٌ بحبٍّ لم يرحمني،

إلا بقدر ما غفره لي قلبي

 

هذا ماصُدر عن رقم ملفٍ طوى ،،،،،