بغداد ترحّب بإلغاء تفويضات الحرب وتنتظر المصادقة النهائية

خبير: قرار الكونغرس يدشّن مرحلة جديدة ويمنع أي تدخّل عسكري بالعراق 

بغداد - قصي منذر

لاقى قرار الكونغرس الأمريكي بإلغاء تفويضات الحرب على العراق لعامي 1991 و2002، ترحيباً واسعاً في بغداد، بوصفه خطوة تعزز مبدأ السيادة وتدشن مرحلة جديدة من العلاقات العراقية الأمريكية تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. وقال الخبير القانوني علي التميمي في تصريح أمس إن (المقصود بقرار إلغاء تفويض الحرب على العراق، هو إن الكونغرس الأمريكي صوّت على إلغاء القوانين القديمة التي كانت قد منحت الرؤساء الأمريكيين جورج بوش الأب عام 1991، وجورج بوش الابن عام 2002، صلاحيات واسعة لشن الحرب على العراق من دون الحاجة للعودة كل مرة إلى الكونغرس)، مؤكداً إن (التفويضات كانت على نوعين أساسيين، الأول تفويض 1991 لشن حرب الخليج من أجل تحرير الكويت، والثاني تفويض 2002 لشن الحرب على العراق وإسقاط النظام)، مشيراً إلى إن (قرار الإلغاء جاء لأن العراق لم يعد تحت حكم النظام السابق، ولم تعد هناك مبررات قانونية لبقاء التفويض، ومن أجل منع أي رئيس أمريكي مستقبلاً من استغلال هذا القانون لشن عمليات عسكرية في العراق أو المنطقة من دون موافقة الكونغرس)، مبينا إن (هذا يعد خطوة رمزية أيضاً لتحسين العلاقات مع العراق، وإظهار أن الولايات المتحدة لم تعد في حالة حرب معه)، ومضى إلى القول إن (القرار معناه إلغاء الصلاحيات القديمة للرئيس الأمريكي باستخدام القوة العسكرية ضد العراق، والإبقاء على أي عمليات حالية مثل التعاون العسكري ضد داعش، ضمن اتفاقيات جديدة أو بموافقات مختلفة، وليس على أساس قوانين الحرب القديمة). وأكدت وزارة الخارجية، في وقت سابق، أن إلغاء تفويضات الحرب يمثل خطوة لتعزيز الشراكة مع واشنطن. وقالت في بيان أمس إن (بغداد ترحب بالقرار الذي يمثل خطوة لتعزيز الشركةويرسخ مبدأ احترام السيادة، كما يعكس تطور العلاقات مع الولايات المتحدة). وكانت السفارة العراقية لدى واشنطن قد اكدت في بيان أمس (نرحّب بتصويت مجلس النواب الأمريكي على إلغاء تفويضات الحرب لعامي 1991 و2002)، واضف البيان إن (هذه الخطوة تمثل تعزيزاً لمبدأ السيادة، وتفتح صفحة جديدة في مسار العلاقات العراقية الأمريكية على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، ونتطلّع إلى إقرارها قريباً من قبل مجلس الشيوخ)، مؤكداً إن (العراق ينظر بتقدير إلى هذه الخطوة التاريخية التي تساهم في تعزيز صورة بلدنا كدولة شريكة مسؤولة)، مجدداً (الالتزام بمواصلة العمل مع الولايات المتحدة لدعم الاستقرار الإقليمي والتعاون الدولي، ويتطلع العراق إلى المصادقة النهائية في مجلس الشيوخ)، ولفت البيان إلى إن (هذا القرار يعد محطة مهمة في تطور علاقاتنا مع اصدقائنا في الولايات المتحدة الأمريكية، ورسالة واضحة إلى الرأي العام الدولي بأن العراق اليوم شريك في السلام، وصوت فاعل في قضايا التنمية والازدهار المشترك)، معرباً عن (تطلع العراق إلى إن يترجم مجلس الشيوخ هذه الرسالة إلى واقع ملموس عبر المصادقة عليه).  من جانبه، قال عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية حسين العامري في تصريح أمس إن (تصويت مجلس الشيوخ الأمريكي مؤخراً بإنهاء تفويض الحرب على العراق التي كانت ممنوحة للرئيس الأمريكي، مبادرة طيبة)، وأضاف إن (منهج رئيس الوزراء محمد شياع السوداني مختلف عن غيره في التعامل مع العلاقات الخارجية، ولاسيما مع الولايات المتحدة الأمريكية، إذ إن سياسة السوداني تمتاز بالشفافية، ويمكن من خلال هذه الخطوة التشريعية الأمريكية، فتح صفحة جديدة مع قوات التحالف الدولي من أجل تدريب القوات العراقية وأيضاً من أجل تسليح الجيش)، وشدد على القول إن (هذه الخطوة ستؤول على العراق بالأمن والاستقرار في ظل الحرب التي لا يعرف نهايتها بين روسيا وأوكرانيا، ولاسيما وأن الاستقرار في منطقتنا يخدم جميع الأطراف ويخدم العراق بشكل مباشر)، ولفت إلى إن (التفاوض والشفافية في التعامل مع الجانب الأمريكي يؤديان إلى استقرار المنطقة، ونحن في العراق نأمل عدم وجود أية خلافات أو اختلافات بين دول الجوار لأن ذلك يؤثر في استقرار الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية للبلد).