هل اللقاء الامريكي الروسي طريق نحو ايقاف الحرب الروسية الاوكرانية؟
فارس قائد الحداد
زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى الولايات المتحدة الامريكية ولقائه بنظيره الرئيس الامريكي ترامب في الاسكا زيارة تحمل في طايتها الكثير من المعاني والدلالات وسط ترقب وحذر شديد غربي اوروبي دولي حول نتائج تلك الزيارة بين الجانبين وخصوصاً ان تلك الزيارة جاءت بناء على طلب من الاداره الامريكية تمت كالعاده وسط ترحيب امريكي حار بالرئيس الروسي رافقه تحليق مثكثف لطائرات امريكية حديثه في مكان الاستقبال ولا شك ان تحليق تلك الطائرات الامريكية رسائل امريكية قد حملت رسالتان الاولى ترحيبية والثانية تهديدية للجانب الروسي من وجهة نظري قد تكون الرساله الامريكية الاولى مقبوله شيء طبيعي اما ان كانت الرساله الثانية تهديد فعتقد انها نوع من الغباء الامريكي فمن يهدد الامريكي ؟يهدد روسيا انها قمة السذاجة والغباء ان كان قصد الامريكان ذلك.
البروتوكولات الامريكية في التعامل مع الضيوف او الشخصيات السياسية في العالم حيث يتعمد الرئيس ترامب اهانه ضيوفه باي طريقه او باي شكل كان وهذا لم يحدث مع الرئيس الروسي إطلاقاً ً بقدر ما فرشوا له الامريكان السجاد الاحمر اثناء نزوله من طائرته الخاصة وظهور بوادر الفرح والسرور والتصفيق الرئيس الامريكي كترحيب له فان كانت مسالة تحليق الطائرات الامريكية فوق مكان الاستقبال كرسالة تهديديه للجانب الروسي فهذا هو الغباء فالرئيس الروسي لم يعر لتحليق الطائرات الامريكية فوق مكان استقباله ولا لأي رسائل امريكية اثناء زيارته لها اي اهتمام وخصوصاً تلك الرسائل الامريكية التي تقلل من مكانه وشأن روسيا ولم تظهر عليه اي مؤشرات انزعاج اطلاقاً فقد اظهر نوع من الإرتياح المقرون بالدهاء السياسي والاستخفاف بالرئيس الامريكي فالرئيس الروسي اخترق بروتوكولات الزيارات الرسمية الامريكية التي اعتادت عليها امريكا فقد القاء كلمته الاولى وليس الرئيس الامريكي ترامب وركب سيارة الرئيس الامريكي قد تكون هذه رسائل روسية ايضا للجانب الامريكي بان البروتوكولات التي اعتدتم عليها اسقطناها ولم تعد لها اي معنى امامنا هكذا اراد الرئيس الروسي ان يقولها .
تاتي زيارة الجانب الروسي الى الولايات المتحدة الامريكية الاولى من نوعها وخصوصاً منذ توتر العلاقات الامريكية الروسية ابان فترة حكم الرئيس الامريكي الاسبق جو بايدن واختلافهم الكبير حول ملف الحرب الروسيه الاوكرانية ووقوف الادارة الامريكية والمجتمع الغربي الى جانب اوكرانيا في حربها ضد روسيا .
من اهم الدلالات التي حملتها تلك الزيارة الروسية الى الولايات المتحدة الامريكية :
1-قد تكون هناك رغبه امريكية اوكرانية جادة لقبول المفاوضات مع روسيا تمهد لحل ملف النزاع الاوكراني الروسي وايقاف الحرب والخروج من هذه الحرب التي اثقلت كاهل امريكا والاتحاد الاوروبي بماء الوجه وتريد امريكا ايقاف هذه الحرب باي طريقه كانت.
2-انها مثلت انتصار عسكري وسياسي لروسيا وخصوصاً في حربها مع اوكرانيا والاتحاد الاوروبي .
3- قد تكون مؤشر على قبول الادارة الامريكية واوكرانيا بشروط روسيا لايقاف الحرب مقابل تنازلات امريكية اوكرانية لروسيا منها ضم الاراضي والاقاليم التي تسيطر عليها القوات الروسية لروسيا كاحد شروط الجانب الروسي من وجهة نظري ان شروط روسيا مجحفة وظالمة وخاصة منها ضم اراضي اوكرانية لها باعتبار ذلك احتلال وفق القانون الدولي مرفوض وروسيا في غنى عن هذا بامكانها ان تضع شروط معقوله قابلة للتنفيذ من الطرف الاوكراني وهو الامر الذي اكد عليه الرئيس الامريكي ترامب في قمته مع الرئيس الاوكراني وسط رفض اوكراني بهذا الشان واعتقد ان الرئيس الاوكراني سيقبل بهذا الشرط وغيرها من الشروط الاخرى ولن يرفض ولماذا الرئيس الاوكراني لا يقبل بالسلام مع روسيا والجلوس على طاولة المفاوضات كخيار انسب لايقاف الحرب .
4-قد تكون الزياره الروسية للولايات المتحده الامريكية لتخيير الجانب الامريكي والاوكراني للقبول بالشروط الروسية كخطوه اوليه لايقاف الحرب الاوكرانية الروسية ما لم فالحرب قائمة والميدان هو الحكم.
#محاضر دولي في الاعلام والقانون الدولي