اهنا يمن چنه أوچنت.. الشاعر مله جبار آل محمد
كاظـم بهَــيّــة
عند قرأتي للعدد (2965) لجريدة الحقيقة الصادرة في 11 ايلول ، وفي صفحة الادب الشعبي مادة كتبها الزميل قاسم حسون الدراجي ،عن قصيدة (اهنا يمن چنه وچنت) و لكن المفاجأة كانت عند قرأتي لها ، يقول فيها ان هذه القصيدة بدأت من الناصرية ، وانتهت ميسان وتحولت الى اغنية وفلكلور شعري بصوت مطرب الريف داخل حسن ، هذا فعلا لا اختلف معه ، فهو عين الصواب ، ولكن الحقيقة ان القصيدة المذكورة تعود الى الشاعرة ".... "من المشخاب وهذا ما ذكرها الباحث علي الخاقاني في كتابه فنون الادب الشعبي - الحلقة التاسعة - منشورات دار البيان ،والكل يعرف ان الراحل الخاقاني كان يتجول في مدن وارياف البلاد لكي يوثق فنون الادب الشعبي مباشرة عن لسان الشاعر آنذاك ، وهذا ماجاء نصه في كتابه المذكور من حكاية القصيدة : " كان في سن الطفولة أطهر من الطل ، وكانت في سن كالزهرة الحالمة ، وكانا يعيشان في جو مبهج يسوده المرح والحب الطاهر ، وشبا وهما يتسابقان في تأكيد ما نشأ عليه كل منهما الى الصغر ، ودارت الايام فاذا بالشاب تبعده توليديات الحياة ومشاغلها ، واذا بالفتاة يتضخم عندها الكبت ويتصاعد بها الشوق فتأتي دار حبيبها لتشاهد تلك الطلعة التي كانت تعكس روحها ، فلم تجده ، غير انها ارادت ان تعلمه بذلك وتذكره باحلام الطفولة العذبة فنظمت له هذين البيتين :
اهنا يمن چنه أوچنت .. جينه اوگفنه ابابك
ولف الجهل ما ينسه .. مالك نسيت احبابك
والمخاطب هو الشاعر ملا محمد آل جبار من اهالي المشخاب ، فكان أثرهما عميق في نفسه ، فنظم عليها (6 ) ابيات وبعثها اليها عن لسانها وهي :
ولف الجهل ما ينسه چنك صدگ ناسيني
وسنين مرن بالهجر وانه الهجر ياذيني
حالن دواليب الدهر ما بينك وما بيني
موش ابدواليب الدهر .. مدولشة ابدولابك
ويّه دواليب الدهر يفترعكس دولابي
هايم ودور خلتي ما مش ذجر لحبابي
كلما ارد افك باب العتب بلچن يفيد عتابي
تأخذني رجفه هيبتك .. واتلجلج من عتابك
شيفيدني بعد العتب راحن ضياع ايامي
ومن اذكر ايام المضن ترجف تگوم اعظامي
آمن توادعنه وسره حادي الظعن جدامي
من حيث روحي فرفرت .. مني وسرت برجابك
لو ما نحولي من المرض وترضرض البعظامي
چنت اركض أبتالي الظعن ونهض وشد أحزامي
بالسير حاديكم عجل ونه ثجيله اجدامي
حادي الظعن ساك الظعن .. لا هابني ولا هابك
حادي الظعن غاد الجده كل ظنتي ايتانيني
ردتك تنشف مدمعي واشچيلك اشماذيني
عيني العمَه لو هومت للنوم بعدك عيني
من حيث يدرج بالجفن .. ميل السهر لغيابك
هذي سواني أهل الهوه ولف الجهل يتباره
بحر الهوه غب اورهج لجه وصعب معباره
من كون ما تگدر تطر موج الهوه وتياره
اشلون هاي اتوهدنه .. من جابني ومن جابك
ومن الجدير بالذكر لقد استهواها الكثير من الشعراء واخذو بجاراتها كما ذكرهم الخاقاني في كتابه المذكور منهم : عبد النبي آل حمد وعبد الهادي الملا احمد وعبد الامير الفتلاوي و السيد عبد المطلب السيد علاوي و نعمه المزهر العامري وملا جبار الشيخ سعد و كاظم ال گاطع وهادي المهدي العنزي وعبد الصاحب عبيد الحلي وعبد الحسين الشيخ خضير وغيرهم الكثير..
واني اكتب هذه السطور من باب وضع النقاط على الحروف والتصحيح لدى الزميل الدراجي واصحاب الشأن والقارىء الكريم لتلك القصيدة وحكايتها المعروفة لدى الجميع .