الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
ما يجب أن تقمعه الديمقراطية

بواسطة azzaman

ما يجب أن تقمعه الديمقراطية

حوراء حسين

 

في الأنظمة الديمقراطية يتنازل الافراد بملء ارادتهم عن أحد اهم ممتلكاتهم الا وهي جزء من الحرية لصالح اشخاص يتم انتخابهم ليمثلوا السلطة على أساس كونهم النخب الذين يستطيعون اخذ حق التصرف في هذه الحرية  لإدارة المصلحة العامة وتسيير الأمور بحكمة. وبالرغم من كون التجربة الانتخابية الحالية يمكن اعتبارها على انها التجربة الأكثر نضجاً ووعياً من سابقاتها الا انها ولأول مرة تشهد طرح اشخاص متصدرين للتفاهة على انهم نخب ولهم وزن وثقل شعبي وبالرغم من قلتهم الا ان وجودهم مؤشرٌ خطير يدل على إمكانية قبول التفاهة وجعلها موجودة في مفاصل الدولة والحكومة، ما يعني ان ما كان يعاني سابقاً من الفساد سيعاني غداً من الحمق والطيش والفساد. ولكن اليس من المفترض ان الانتخابات تستوجب - ضمناً على الأقل – غربلة المجتمع نحو النخب الحكيمة ومنع هذه الأصوات من الظهور؟

ان قبول التفاهة تعني انحدار المجتمع أخلاقيا ورسالة واضحة الى الشباب بتطبيع الهبوط والسخافات وبانها – وليس العلم والتجارب والحكمة- لن تُدعم مادياُ فقط من قبل المنصات الرقمية – سواء بأجندة او بدون اجندة – بل انها مشرعنة ومطلوبة حتى في السياسة. هؤلاء لا يملكون برنامجا ولا رؤية وكل ما يرددونه اليوم انهم لم يسرقوا سابقاً - ولا ضمانات نحو المستقبل- وهذا جل منجزهم وفكرهم وبرنامجهم!

والغريب ان بعضهم يطرح زيلنسكي رئيس أوكرانيا كمثال يبرر وجوده! في الوقت الذي يجب ان يكون وجود زيلنسكي هو بالضبط ما يمنع وجودهم في الانتخابات، ها هو ذا جر بلاده الى حرب مع الدب الروسي في قبالة دماء شعبه وكل ترسانته الكوميدية التي اكاد اجزم انها اختفت أيضا امام هذه الحرب. من سمح لهؤلاء بالظهور؟ هل قبول المجتمع لهم؟ وإذا كان هنالك نسبة جهل معينة في المجتمع تسمح لمثل هؤلاء بالظهور الا يجب على رؤساء الكتل السياسية « النخب» منع قيامهم معهم لانه بدعمهم يساوي مسيرته بمسيرتهم! ام انها تساويها فعلا؟ ام هل اصبح جمع الأصوات يتصدر كل شيء حتى امام مسؤوليتنا الأخلاقية والوطنية.   وجود هؤلاء ليس حدثاً عرضياً وظاهرة ستحدث لمرة واحدة ولن تتكرر، ما دامت رؤى الكتل السياسية تنصب نحو جمع الأصوات بأي وسيلة. المسؤولية تقع على الجميع في محاربة هذه الفئة النشاز بل حتى في وضع علامات الاستفهام امام رؤساء الكتل الداعمين لمثل هؤلاء لان الوضع لا يتحمل المزيد من الأخطاء ووضع موارد الدولة وتشريع قوانينها بيد فئة لا تفقه شيئا، بل ان زيادة هذه الأصوات هي رسالة لكل النخب الحقيقية العلمية القادرة على التغيير نحو الأفضل بأن ينطووا على أنفسهم لان عصر العلم والحكمة قد ولى وانه عصر التيك توك!

 

 

 

 

 

 


مشاهدات 36
الكاتب حوراء حسين
أضيف 2025/10/29 - 1:26 AM
آخر تحديث 2025/10/29 - 4:30 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 153 الشهر 19622 الكلي 12159477
الوقت الآن
الأربعاء 2025/10/29 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير