الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
في نقد نظرية الإئتمان الفلسفية للفيلسوف المغربي طه عبد الرحمن


في نقد نظرية الإئتمان الفلسفية للفيلسوف المغربي طه عبد الرحمن

جبارعبدالزهرة

 

لم يأت الفيلسوف المغربي طه عبدالرحمن بشيء نافع او ناجع في نظريته الإئتمانية في اطار مواجه التحديات المعاصرة ومن بين اهمها والتي تتقاطع مع نظريته التي تحمل الفكر الحمايوي للحياة والإنسان والكون هي نظرية الإرهاب التي تحمل فكر دمار الحياة والقضاء على الإنسانية فهو لم يدعو اطلاقا عبر طرح فكر او نمط فلسفي معين ضمن مساحة المدينة الفاضلة لإفلاطون الى مواجه هذه النظرية الهدامة المعادية للحياة إلإنسانية في جانبها المشرق 0

فقط في دائرة البحث الفلسفي الضيق تكلم في تصيد الأخطاء في الفلسفة العربية والإسلامية التي هي فلسفة  تدور الى اليوم في ميدان الفلسفة القديمة اليونانية من سقراط الى فلوطين والفلسفة الحديثة من هيجل الى كانت وماركس وسواهم كما فعل هذا الفيلسوف المغربي طه عبد الرحمن في نظريته الإتمانية التي ملخص نسيجها الفلسفي الإئتماني هو ان الإنسان مسؤول عن أخيه الإنسان والكون الذي يعيشان فيه مسؤولية أمانة تدفع كل واحد من بني البشرالى أن يكون مدافعا عن ألآخر والأرض التي يعيشان عليها وتدبير وتوفير كل ما يضمن السلامة والإستقرار لأهل الأرض جميعا عبر هوية الانتماء الإنساني العام التي عبر عنها النبي محمد (ص) في حديث شريف :   ( كلُّكم لآدم وآدم من تراب ) ونبذ الهويات الفرعية  التي تزعزع الشعور الإئتماني الإنساني الشامل والوعي العام  0

وفي مواجهة فكرة الإئتمان التي تحملها نظرية الفيلسوف طه  هناك نظرية فلسفة الفكرالإرهابي التي تدعو الى سحق الإنسان وتدمير الحياة وذلك لأنها تعتبر استئصال الحياة  حلا نهائيا وعقلانيا لمشاكل كثيرة وهذا يقود الى ان الإنسان ليس مؤتمن على اخيه الانسان بالمطلق إلاّ في حدود نسبية محكومة بدين او ثقافة او عرف اجتماعي ولا على الكون السحيق الذي في تكوينه البنيوي عوامل دفاع عن النفس ومكونات الطبيعة  لا تعد ولا تحصى الذي تعيش في ما بين اسس السلامة   الكائنات بخلاف ما يقول طه في نظريته 0

وفي هذا السياق وفي مقابل ذلك فإن قضايا كثيرة وحشية واجرامية في راي اصحاب فلسفة الإرهاب، يفترض أن تكون عادلة، وإن كانت تحمل  بين طياتها نَفَساً إبادياً دمويا، معلناً أو مضمراً، تجاه مجموعات بشرية على الهوية الفرعية  الإثنية والدينية والعرقية، اعتمادا واستنادا على مبدأ تسويغ الجريمة في قولهم :- «قتلهم مشروع» أو «قتلهم أفضل»، أو باختصار «قتلهم هوالحل ألأمثل » أو هو جانب مهم من الحل ،، ولا ندري أي حل يقصدون فهم يبيدون الناس باسلحتهم ومفخخاتهم ويهددون الحياة بالزوال إلا إذا كان الهدف من ذلك كله دعم واسناد جهة إبادية تحتل ارض شعب وتسعى الى إبادته 0

ولكن كل هذا وآخر سواه  تناقض اجرامي واضح لنظرية الفيلسوف  طه الذي اهمل هذه النظرية العدوانية وهي اليوم سائدة بشكل واسع وكبير في العالم وتغطي على نظريته بشكل لافت بل وتشجعها وتستخدمها حكومات وانظمة سياسية ضد شعوبها وضد الشعوب التي تحتل اراضيها في بعض المناطق من العالم من اجل تغيير الخارطة السياسية والطبوغرافية لمنطقة ما أواقليم 0


مشاهدات 34
الكاتب جبارعبدالزهرة
أضيف 2025/10/27 - 5:08 PM
آخر تحديث 2025/10/28 - 2:21 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 93 الشهر 18737 الكلي 12158592
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/10/28 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير