المرأة

عبدﷲ أريبوف

ترجمة : أحمد جاسم ألزبيدي

 

حين يستشهد الفتيانُ في ساحِات الحرب،

وتذرفُ العروسُ دموعَ الفراقِ، 

لم تجني منَ الحربِ سوى الحِدادْ، 

ترملت وعمرها تسعة عشر

وأصبحت بلا زوج   

 

يَتيمةُ من الحُبِّ، نِصفُ مات من الحياة، 

 أرجوحةٌ بلا طفلٍ تلعبْ على صدرجاف 

آهٍ يا أصدقائي، ظنَّتِ العروسُ الصغيرةُ 

أنَّ فراقًا أبديًّا للقاءُ  لا يُنسى !

 

نَفَسٌ ملتهبةُ على شفاهٍ متشققةٍ، 

حولَت ليالي الماضي إلى فحمٍ مُتَّقدْ .

ضفائرُها المشعثةُ لم تَعُدْ تبحثُ عن صدرِ الحبيبِ، 

بل صارَ عمرُها كلهُ جمادًا تحتَ ثلجِ المشيبِ .

 

مرتِ السنون وهيَ ما تزالُ وحيدةً، 

ترنو  الى الشمسِ وهيَ تغيبُ في الأفقِ البعيدْ 

أيتها الطبيعةُ القاسيةُ، ألا يوجد في قلبك رحمة ؟ ! 

ألا تُعيدينَ لها السعادةَ لمرة اخرى؟ !                                     

 

كيفَ يكونُ الحبُّ بهذهَ القسوةِ، 

وأنتِ يا "وفاء" بهذهَ العظمةِ؟! 

لكِ احترامي، انت شرفٌ عظيمْ، 

زوجةُ البطلِ الذي صمد كالنجمْ

 

أيها المتخاذلون في زوايا الندمِ، 

قولوا لي: كمْ مرّةً بعتوا أنفسكم؟ 

كمْ مرةً اشتروها منكم في السوقٍ 

ثمَّ باعوها في سوقٍ آخر ؟! 

 

أيها العاشقونَ تحتَ ظلِّ الوفاءِ، 

قولوا لي: هل يُقاسُ وفاءُ الأبرارِ 

بِلآلئِ الأظافرِ وزينةِ الأعمارِ؟ 

منَ الفجرِ إلى المغربِ تصبرونَ على الألمْ، 

لكنَّكمْ لا تجدونَ ظفرًا صغيرًا للصبرِ في عالمْ !

 

اقتربوا برفقٍ، انحنوا إجلالًا، 

أمامَ العظيمةِ قدِّموا السَّلامَ. 

لِهذهِ الزوجةِ الوفيّةِ اسجدوا احترامًا، 

لِهذهِ الوفيّةِ قدِّموا الاحترامْ. 

 

حتى لو نزعتمْ زينةَ الدنيا الفاخرةَ، 

وصنعتمْ تمثالًا من خيالٍ نقيٍّ، 

لولا أمثالِها في الأرضِ، 

ما كانَ للمرأةِ هذا المجدِ التليدْ !

 

* ولد الشاعر الاوزبكي  عبد الله اريبوف  في 21 من مارس 1941 – و توفي في 5من نوفمبر 20وهو شاعرا ومترجمًا وشخصية اجتماعية  هامة ، وقد حصل  على لقب "بطل أوزبكستان".  و يُعد من أبرز ممثلي الأدب والشعر الأوزبكي في القرن العشرين، وهو مؤلف كلمات النشيد الوطني لجمهورية أوزبكستان .