بعدٌ أم قربان الغياب
الآء الصوفي
أكتب لك وكأنني دليلُ الصحراء
أعرف سرابها كما أعرف الطريق إلى عينيك
وأهتدي بنجمتك التي لا تخذل العابرين
لك مني شرخٌ يعيش في صدري ويتغذّى
لك مني بصرٌ لمكفوفٍ لا يرى النور أبدًا
وحنينٌ يقيم في العتمة
يقتات من غيابك كما يقتات القمر من ظلاله
أأنت ضياءُ عتمتي التي اعتدتُها
أأنت الوجعُ الذي أهذي به ليلًا ونهارًا
كن كما تريد وازدد حضورًا
كن بحورًا هائجةً أو ضبابًا لا ينقشع بصباح
أو بلدًا عصيًّا لا يُولد ولا يُخلق
أراك اليوم تبتعد كسرابٍ بين غرابيب سود
تهمس أن الموعد انقضى وأن رحيلك بان
وبين عيني دمعٌ لا يكفي شطآنًا ولا بحرًا أعمق
أراك، كيف أراك، وأنت للعين كلّ النظر
وفي جوارحي غدٌ يقيم ويستقر
⸻شعرِلاينفضُ من حولي
———ليجعل مني رسالة لعلها تصلُ
——-فيحنو عليَّ ولايغادر صمتِ القاتل